أسباب تزايد حالات الانتحار في بلدان المنطقة العربيّة سنة 2020
آخر تحديث GMT 02:08:07
المغرب اليوم -

أسباب تزايد حالات الانتحار في بلدان المنطقة العربيّة سنة 2020

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أسباب تزايد حالات الانتحار في بلدان المنطقة العربيّة سنة 2020

صورة تعبيرية
الرباط -المغرب اليوم

تتتبّع ورقة بحثية الأسباب المؤدّية إلى تزايد حالات الانتحار في العالَم العربيّ، بشكل يكاد يكون متزامنا، خلال أزمة جائحة "كوفيد-19" الرّاهنة.ورغم غياب بيانات دقيقة تَخُصّ "حالات ارتفاع أو تراجع الانتحار في الدول العربية عام 2020، ولاسيما في ظِلِّ تحفظ بعض وزارات الداخلية والصحة على إتاحتها"، تبقى الملاحظة المباشرة المستقاة من متابعة التّقارير الصادرة عن وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية، وفق ورقة مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة، أنّ "حالات الانتحار تُسجَّل بشكل يكاد يكون متزامناً بين الدول العربية"، وهو ما يُمكِن تفسيره "في ضوء عدد من العوامل المترابطة في ما بينها، مثل: تفشي فيروس كوفيد-19، وتأزم الوضع الاقتصادي، واستمرار الصراع المسلح، وتزايد الضغط النفسي، والتعرض لصدمات مفاجئة، كخسارة أموال وفيرة أو فقدان أشخاص".

وتُذَكِّر الورقة في هذا السياق باشتغال منظمة الصحة العالمية، وغيرها من الهيئات الدولية والإقليمية، قصدّ التّقليل مِن حدوث الانتحار في العالَم، "لأنه يمثل جريمة ضد الذات، فضلاً عن كونه محرما دينياً"؛ كما تُعَدِّدُ مجموعة من العوامل التي ترتبط في ما بينها لتشكل ما يمكن تسميتها "القابلية للانتحار" في عدد من الدول العربية.ووَفق ورقة مركز المستقبل ثمة ترابط بين حالات الانتحار وتفشي فيروس كوفيد-19 في أغلب الحالات بالدول العربية، "ولاسيما في ظل الأوضاع التي خلَّفها هذا الفيروس من حيث سرعة انتشاره، واحتمال الإصابة بدون أعراض واضحة، وتعقيدات اكتشاف لقاحٍ للعلاج منه، والالتزام بالتّباعد الاجتماعيّ والحَجر المنزليّ للوقاية منه، على نحو ترك تأثيرات (كثيرة) على الصحة النفسية للمواطنين".

ومن بين العوامل الوارِدِ ذكرها "الوضع الاقتصادي الضاغط"، المرتبط بتفشّي فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق أو تراجع عدد من الشركات والمصانع، وتوقّف بعض المشاريع، ما ينعكس على العمَالة في العديد من القطاعات، بتعرُّضِها للتّسريح أو تراجع موارد الدخل، ولاسيما في ظل عدم قدرتها على تغيير واقعها، وعدم قدرة الحكومة على الاستجابة لمطالب القطاع الواسع من الرأي العام"، وهو ما يعرف، حَسَبَ المصدر البحثيّ بـ"تسيِيس الانتحار، خاصة بعد انتحار محمد البوعزيزي في تونس على نحو مهد لثورة شعبية غيرت مِن شكل المنطقة".

وتحيل هذه الورقة على الحالة اللبنانية، وتزايد عدد حالات الانتحار فيها، حيثُ سُجِّلَت ثلاث حالات في يوم واحد، بتاريخ 4 يوليو الماضي، كما تستحضر انتحار مواطن لبناني في شارع الحمرا المزدحم بالعاصمة بيروت، تاركاً رسالة كتب فيها: "أنا مش كافر.. الجوع كافر"، وهو ما تَرى أنّه "يعكس تأزم الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل لم تشهده منذ عقود".ويذكر المصدر نفسه أنّ حالة سوريا ليست بعيدة عن هذا الإطار، إذ أعلن المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لنظام الأسد بسوريا، في 19 أبريل الماضي، أنّ أعداد المنتَحِرين منذ يوم 20 مارس، وحتى 16 أبريل 2020، بلغت 13 حالة، ثم زادت الأعداد إلى 51 حالة حتى 15 مايو الماضي، علما أنّ هذه الإحصائية استثنت المحافظات الخارجة عن سيطرة قوات الجيش النظامي السوري.

وترى ورقة مركز المستقبل للأبحاث والدّراسات المتقدّمة أنّ التفسير الرئيسي لانتشار حالات الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري، هو: "تدهور الوضع الاقتصادي، والفقر والبطالة خاصّة، فضلاً عن إرغام الشّباب على الذّهاب إلى جبهات القتال، والضّغوط النفسية التي تعاني منها الفتيات لفراق عوائل الأسرة".ومن بين أسباب الانتحار التي يرد ذكرها في الورقة "استمرار الصراعات المسلحة"، علما أنّ الأدبيّات التي تعالج هذا الإشكال تتحدّث عن تزايده "بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التّمييز، مثل اللاجئين والمهاجرين". كما يقول المصدر ذاته إنّ المنطقة العربية تُمَثِّلُ "بيئة مُحفِّزة على الانتحار، ولاسيما في ظِلِّ دوران مروحة الصراعات على مدى عقد كامل من الزمن".

وتذكر الورقة أنّ تزايد الضغط النفسي يؤدّي في حالة مجموعة من الأشخاص إلى الانتحار "نتيجة المعاناة من أمراض نفسية، لأسباب مختلفة"، ثم تضيف: "لعلَّ الظروف الحادة التي مرت بها الدول العربية خلال العقد الماضي بشكل عام، وعام 2020 بوجه خاص، أثرت بشكل يمكن ملاحظته على الصحة النفسية للمجتمعات العربية، في ظل ثورات شعبية، وصراعات مسلحة، وعمليات إرهابية، وأمراض وبائية في توقيتات متلاحقة".

وتسجّل الورقة أنّ من الأسباب التي تدفع للانتحار، أيضا، "التعرض لصدمات مفاجئة"، ثم تزيد: "لا يوجد عامل واحد صالح لتفسير حالات الانتحار في المنطقة العربية، بصفة خاصة في لحظات الأزمة، بل تتعدّد وتترابَط في ما بينها".وقد لا يمكن الوصول للأسباب الحقيقية للانتحار "اللّامعياريّ" بتعبير عالم الاجتماع إميل دوركهايم؛ غير أنّ "استمرار "كوفيد-19" في صورة موجات جديدة، والصراعات المسلَّحة، سيُعَزِّزان الضّغوط التي تتعرّض لها المجتمعات"، إلى جانب "عدم القدرة على استيعاب صدمات الضغوط المفاجئة"، وهو ما يفرض، حَسَبَ المصدر البحثيِّ ذاته، "الإحاطة بمختلف العوامل، ومنها العامل النفسي، وإعادة النظر في منظومة الصِّحَّة النفسية لتقليل حدوث حالات الانتحار".

وقد يهمك ايضا:

شاب يهدد بالانتحار داخل مقهى بـ”كازا” من أجل حبيبته

ماكرون يعلّق "وفيسبوك" يتدخل بسبب انتحار في بث مباشر

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب تزايد حالات الانتحار في بلدان المنطقة العربيّة سنة 2020 أسباب تزايد حالات الانتحار في بلدان المنطقة العربيّة سنة 2020



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 08:49 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025
المغرب اليوم - فستان البليزر القصير يخطف أنظار نجمات خريف 2025

GMT 09:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ
المغرب اليوم - خطوات فعالة لتنظيف رخام المطبخ

GMT 12:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب
المغرب اليوم - باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب

GMT 01:28 2025 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه
المغرب اليوم - خامنئي يجيز رفع القيود عن مدى الصواريخ الايرانيه

GMT 20:44 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
المغرب اليوم - تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

GMT 19:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين
المغرب اليوم - حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد

GMT 12:39 2013 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وزير السياحة المغربي يلتقي نظيره العراقي في الرباط

GMT 03:54 2013 الأحد ,17 آذار/ مارس

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

GMT 12:14 2014 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مقاهي "ستاربكس" في المغرب تقدِّم عروضها لموسم الشتاء

GMT 13:52 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الفنان محمد رمضان يستكمل تصوير الجزء الثاني من "الكنز"

GMT 11:31 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

نشر صورة الممثلة تشارليز ثيرون في المدرسة

GMT 22:43 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دورة عن التغيرات المناخية وندرة المياه في الواحات المغربية

GMT 06:20 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الشخص غير المناسب وغياب الاحترافيَّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib