بعد أسابيع من المداولات والتكهنات، حسمت حركة حماس موقفها وقدمت ردّها الرسمي إلى الوسطاء بشأن مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة.
وأكدت مصادر أن رد الحركة تضمن تعديلات جوهرية على خريطة الانسحاب الإسرائيلي، حيث طالبت بانسحاب قوات الاحتلال إلى شريط بعرض كيلومتر واحد شمال القطاع، و800 متر شرقًا عند المناطق المأهولة بالسكان، على أن يقتصر وجودها جنوبًا على شريط بعرض 1200 متر داخل التجمعات السكنية.
ووفق المصادر نفسها، شمل الرد مطالب بالإفراج عن مئتي أسير من أصحاب الأحكام المؤبدة، إضافة إلى ألفي أسير ممن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، إلى جانب إعادة صياغة آلية دخول المساعدات الإنسانية بحيث تكون تحت إشراف مباشر للأمم المتحدة، فضلاً عن تعديل بند الضمانات بما يضمن وقفًا شاملاً ودائمًا للأعمال العدائية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل إعادة وفدها المفاوض إلى تل أبيب لمواصلة المشاورات، مؤكدة أن الرد ما زال قيد الدراسة، بحسب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. القناة الإسرائيلية الثانية عشرة نقلت عن مصادر رسمية أن هناك فجوات لا تزال قائمة في خرائط الانسحاب وتفاصيل تبادل الأسرى، معتبرة أن رد حماس لا يمهّد لتقدم سريع نحو الصفقة.
وسلمت حركة حماس ردها المعدل على مقترح التهدئة، مطالبة بتقليص المنطقة العازلة وانسحاب تدريجي للاحتلال من الشمال إلى الجنوب، مع تخفيض وجود قوات الاحتلال قرب المناطق المأهولة.
الرد شمل أيضا إطلاق سراح مئتي أسير من أصحاب المؤبدات، وألفين من المعتقلين بعد السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى إدخال المساعدات عبر مؤسسات الأمم المتحدة، وتعديلات على بنود الضمانات الدولية.
وفي المقابل، قال المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اليوم الخميس، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب قررت إعادة فريقها من محادثات وقف إطلاق النار في غزة لإجراء مشاورات.
وأضاف ويتكوف على منصة إكس :«قررنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الرد الأحدث من حركة حماس، والذي يُظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.. سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة المحتجزين إلى ديارهم ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقراراً لسكان غزة».
وأوضح ويتكوف: «حماس يبدو أنها غير منسقة، ولا تبدي نية حسنة رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء، ومصمّمون على إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة».
وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن رد حماس على محادثات وقف إطلاق النار لا يسمح بالتقدم دون تنازل من الحركة.
وأضاف المسؤول لرويترز إن إسرائيل تعتزم مواصلة المحادثات.
وقال مصدر مطلع لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن حركة حماس تطرح مواقف لا تتيح إحراز تقدم في المفاوضات الجارية دون إجراء مشاورات إضافية، موضحًا أن الفجوات لا تزال قائمة في جميع الملفات، لكن دون أن يعني ذلك انهيارًا في المحادثات أو انفجارًا في الاتصالات.
بداية، قال رئيس قسم الشؤون الدولية ببمجلة الأهرام العربي، أسامة الدليل، إنه لا يتوقع أي انفراجة كبيرة بشأن التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، لا سيما وأن إسرائيل هدفها ابتلاع الأرض وتهجير الفلسطينيين.
وأضاف أسامة الدليل خلال لقاء تلفزيوني أنه لا يجب اختزال فلسطين في أزمة العدوان على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تسوق لما هو أخطر من غزة، وهو أن الفلسطينيين ليسوا أصحاب أرض، وأنه ينبغي على الدول المجاورة استقبالهم في إشارة إلى التهجير.
وأوضح أسامة الدليل إنه يجب على حماس أن تعيد حساباتها لأن شلال الدم في قطاع غزة لم يتوقف منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتابع قائلا: «يجب استثمار الراي العالمي المساند للقضية الفلسطينية، لأن تصريحات ويتكوف خطيرة خصوصا المتعلقة ببحث بدائل أخرى لاستعادة المحتجزين».
ولفت قائلا :«حركة حماس تتحدث وكأنها المنتصر.. أمر عجيب.. يجب أن تعي حماس أن الدول العربية لا تعمل لديها، وإن الأمن القومي العربي في المقام الأول».
واختتم بالقول إنه يجب على حماس أن تراجع أعداد الشهداء في قطاع غزة وتذهب نحو وقف العدوان، وأن لا تحصر تفكيرها في قطاع غزة البالغ مساحته 365 كيلو مترا وأن تترك باقي الأراضي المحتلة في الضفة الغربية البالغة نحو 6 آلاف كيلو مترا.
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي المختص بالشؤون الأميركية، إريك هام، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو السبب الرئيسي في عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف الباحث السياسي المختص بالشؤون الأميركية أن نتنياهو وحكومته لا يريدون وقف الحرب، مشيرا إلى ان استمرار الحرب والقتل والدمار لن يجلب للغسرائيليين الأمن والآمان.
وتطرق الباحث السياسي المختص بالشؤون الأميركية في حديثه إلى المظاهرات في إسرائيل.
وقال :«الإسرائيليين غاضبون من نتنياهو، ويطالبون بوقف إطلاق النار لأنه لا يجنح للسلم ولا يريد نهاية للحرب».
وأكد الباحث السياسي المختص بالشؤون الأميركية أن نتنياهو يريد ساترمار الحروب في المنطقة لأنها تصب في مصلحته هو، لكنه سيكون الخاسر الأكبر في نهاية المطاف.
واختتم بالقول إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعد بوقف الحرب، لذلك عليه أن يضغط على نتنياهو أكثر لعدم انزلاق المنطقة نحو حالة من عدم الاستقرار.
ومن إسطنبول، قال الكاتب والباحث السياسي، إبراهيم المدهون، إن مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتحدث وكأنه طرفا في الحرب وليس وسيطا، موضحا أن تصريحاته سيئة وتعتبر ضغط على حماس.
وأضاف إبراهيم المدهون أن حركة حماس قدمت المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، ووافقت على هدنة محدودة يتبعها انسحاب قوات الاحتلال.
وأكد إبراهيم المدهون أن الاحتلال الإسرائيلي يقوم بحرب إبادة في غزة، ومن المبكر الحديث عن فشل المفاوضات الآن، لا سيما وأن ويتكوف يضغط على حماس.
ورأى إبراهيم المدهون أن وقف الحرب في قطاع غزة بيد القوى الإقليمية، والتي يجب أن تكون أكثر حسما وتضغط على الاحتلال وتساند حركة حماس.
بدوره، الوزير الفلسطيني السابق، أشرف العجرمي، إن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على حماس من قبل من الولايات المتحدة والوسطاء، لأن المطلوب الآن وبشكل عاجل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف الوزير الفلسطيني السابق أنه قد يتم الذهاب نحو صفقة تبادل، لا سيما وأن باب مفاوضات الدوحة لم يغلق نهائيا.
وقال الوزير الفلسطيني السابق، أشرف العجرمي إنه يجب التفكير في الملايين من الفلسطينيين الذين يموتون من الجوع، مبينا أن الأوضاع كارثية ويجب أن تتوقف الحرب فورا.
وأشار إلى أنه يجب على حماس تطويق نتنياهو، وإبداء مزيد من المرونة لتفويت الفرصة عليه لأنه يتذرع ولا يريد وقف الحرب في قطاع غزة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لا يستسلم، ولا يجب التهويل أيضا في مقاومة الاحتلال، لا سيما وأن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية لم يشهدها العالم من قبل، وأنه يجب إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال وقف العدوان.
وقال إن حركة حماس لا يمكن أن تتفاوض باسم كل الشعب الفلسطيني إلا مالا نهاية لأن القضية الفلسطيني أكبر من كل الفصائل وأكبر من حماس، لافتا إلى ضرورة القبول بالمشروع العربي، وتسليم الملف لقيادة فلسطينية موحدة هي التي تختار مستقبل القضية الفلسطينية.
واختتم بالقول إن إنهاء المجاعة أهم من حماس وفتح وكل القوى الفلسطينية، وهذا لا يعني استسلام حماس، بل هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.
وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن رد حماس على محادثات وقف إطلاق النار لا يسمح بالتقدم دون تنازل من الحركة. وأضاف المسؤول لرويترز إن إسرائيل تعتزم مواصلة المحادثات.
وقال مصدر مطلع لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن حركة حماس تطرح مواقف لا تتيح إحراز تقدم في المفاوضات الجارية دون إجراء مشاورات إضافية، موضحًا أن الفجوات لا تزال قائمة في جميع الملفات، لكن دون أن يعني ذلك انهيارًا في المحادثات أو انفجارًا في الاتصالات.
وأضاف المصدر أن الطرفين –الوفد الإسرائيلي وحماس– تواجدا في نفس المبنى خلال الجولة الأخيرة، حيث تنقّل الوسطاء بينهما لنقل المواقف المتبادلة. وأشار إلى أن المفاوضات ستستمر رغم إطلاق النار، موضحًا أن العودة إلى العاصمة القطرية الدوحة ستتم عندما يتحقق تقدم ملموس. كما أشاد المصدر بدور الوسيطين المصري والقطري، مؤكدًا أنهما أظهرا نهجًا نشطًا واستباقيًا، وبذلا جهودًا كبيرة لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وأفادت مصادر محلية اليوم الخميس أن حركة حماس قدمت أمس ردها للوسطاء، والذي تضمن تعديلا على خرائط الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي توغل بها جيش الاحتلال. وبحسب المصادر، فإن رد حماس تضمن أن تكون خريطة انسحاب القوات الإسرائيلية في شريط 1000 متر من مناطق الشمال، والشرق ينقص إلى 800 متر عند المناطق المأهولة.
كذلك، تضمن رد الحركة تعديلا حول دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وصياغة بند الضمانات بشأن استمرار المفاوضات لإنهاء الحرب. وأضافت المصادر أن رد حماس تضمن تعديل مطالبها بشأن الإفراج عن 200 من أسرى المؤبدات و2000 ممن تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكانت حركة حماس قد أعلنت تسليم ردها النهائي على مقترح وقف إطلاق النار في غزة إلى الوسطاء وبعد مناقشته.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
موسكو تدعو إلى هدنة قصيرة وتعلن تنفيذ اتفاقات انسانية وتبادل أسرى مع كييف
لقاء أميركي أردني لبحث جهود التهدئة في سوريا ومتابعة تطورات الأوضاع في غزة والضفة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر