غزة ـ المغرب اليوم
أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأوضاع في قطاع غزة، اليوم الخميس، أن ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تدعمها الولايات المتحدة، تمثل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين الفلسطينيين، ووصفتها بأنها "فخ موت" صُمم لقتل أو تهجير السكان قسرًا تحت غطاء العمل الإنساني.
وقالت فرانشيسكا ألبانيزي، خلال عرض تقريرها الأخير أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إن "الوضع في غزة تجاوز حدود الكارثة الإنسانية، وإن إسرائيل تتحمل مسؤولية ارتكاب واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث"، على حد تعبيرها.
وطالبت ألبانيزي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة تشمل فرض حظر كامل على صادرات السلاح لإسرائيل، وتعليق كافة الاتفاقيات التجارية والعلاقات الاستثمارية معها، إلى أن تتوقف عمليات القتل والقصف المستمرة ضد سكان القطاع.
في السياق ذاته، دعت أكثر من 170 منظمة إغاثة دولية، بينها أوكسفام وأطباء بلا حدود وهيئة إنقاذ الطفولة ومنظمة العفو الدولية والمجلس النرويجي للاجئين، إلى الإغلاق الفوري لمؤسسة غزة الإنسانية، مشيرة إلى أن المدنيين يتعرضون للقتل أو الإصابة أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات عبر نقاط توزيع المؤسسة.
وقالت هذه المنظمات، في بيان مشترك صدر يوم الثلاثاء من جنيف، إن "الفلسطينيين في غزة يُجبرون على الاختيار بين الموت جوعًا أو المجازفة بالتعرض لإطلاق النار أثناء محاولتهم تأمين الغذاء لأسرهم"، في إشارة إلى الخطورة الشديدة المرتبطة بمسارات الوصول إلى المساعدات.
وفي مواجهة هذه المطالبات، أعلنت الولايات المتحدة يوم الاثنين أنها ستواصل دعمها لمؤسسة غزة الإنسانية، رغم اعتراف الجيش الإسرائيلي سابقًا بأن مدنيين قُتلوا أو أُصيبوا في محيط مراكز توزيع المساعدات.
وتُعد مؤسسة غزة الإنسانية منظمة أميركية مسجّلة في ولاية ديلاوير، تم إنشاؤها في فبراير 2025 بهدف توزيع المساعدات الغذائية خلال الأزمة المستمرة في القطاع. ومنذ بدء عملياتها في مايو، قُتل مئات الفلسطينيين أثناء تواجدهم بالقرب من مسارات الإمداد، التي تمر عبر مناطق عسكرية إسرائيلية حساسة.
وفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 600 فلسطيني وأصيب أكثر من 4186 آخرين أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء من نقاط توزيع المؤسسة. وقالت الأمم المتحدة وعدد من منظمات حقوق الإنسان إن هذه الأرقام توثق نمطًا من الاستهداف الممنهج للمدنيين، خاصة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
وأشارت تقارير أمن الغذاء إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة بسبب توقف تدفق المساعدات، في ظل دمار واسع النطاق للمنشآت والبنية التحتية، وارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرًا إلى أكثر من 57 ألف قتيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر