داء السعار يتهدد سكان وزان والقرى المجاورة بسبب عضات الكلاب

لم يكن الطفل ياسين ضحية كلب مسعور، ‬ يعلم أن المرور بأزقة وشوارع قرية أسجن أصبح محفوفا بالمخاطر، بسبب الانتشار الكبير للكلاب الضالة، حتى غدت خطوات المواطن العابر بهذه القرية مهددة في سلامتها وصحتها في أي لحظة، بسبب هذه الكلاب التي تسببت في تفشي داء السعار، خصوصا أمام غياب التتبع والعلاج الطبي للإصابات المنتقلة إلى البشر.تعرض الطفل ياسين لعضة كلب مسعور كان في غاية الخطورة، حيث انقض عليه بأنيابه الحادة والمفترسة التي انغرست في ساق رجله اليمنى، بعدما فشل في محاولة الفرار من هذا الهجوم المباغت. مما جعله يسقط أرضا من شدة الارتباك والهلع، وهو ما مكن الكلب الشرس من الانقضاض عليه، تمزيق لحمه إلى أن أصابه بجرح غائر طوله أزيد من عشر سنتمترات، وهو ما تطلب نقله على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى أبو القاسم الزهراوي بوزان، الذي وجهه هو الأخر إلى المكتب الصحي لبلدية المدينة، حيث يفترض وجود اللقاح المضاد بداء السعار.معاناة أخرى ستبتدئ مجددا حينما وصل الضحية بوابة مقر المكتب البلدي للصحة الذي كان مقفلا، ولا يوجد به أي مسؤول أو ممرض يمكنه منحه الحقنة، وهو ما جعل الطفل المصاب يقضي أزيد من أربع ساعات متنقلا بين المستشفى والمكتب الصحي للبلدية، دون أن يتمكن من العلاج الضروري والمستعجل، ليعود إلى منزل أسرته يئن من الألم وسريان داء السعار في جسده، لكن ضعف حال أسرته جعلها تلتجئ للعلاج التقليدي الذي لم يجد نفعا، وذلك بجلب الماء من أحد المناطق المجاورة لأسجن التي تسمى «الزاوية»، والمعروفة باستعمالها كعلاج شعبي لداء السعار.عدم وجود مداومة بالمكتب البلدي للصحة بوزان، جعل أسرة الطفل ياسين تنتظر خمسة أيام  قبل أن تعود مجددا إلى المصلحة، خاصة بعد تدهور حالة الطفل وعدم استجابة جسده الضعيف للعلاج التقليدي. في الزيارة الأخيرة كان المكتب مفتوحا وتمكن الطفل من الحصول أخيرا على حقنته المضادة لداء السعار، والتي لم تعد تجدي نفعا حسب مصادر طبية استقصت الجريدة رأيها في الموضوع، حيث أن وضعه الصحي سيبقى غامضا بسبب المضاعفات التي نتجت عن التأخر في إعطاء الإسعافات الطبية المستعجلة، والإهمال الذي تعرض له من طرف المصالح الطبية بالمستشفى المحلي لمدينة وزان.الطفل ياسين الذي أصيب بعضة الكلب المسعور، كان خامس ضحية لنفس الكلب، الذي يتنقل بكل حرية بين دروب وأحياء القرية، كما هو حال الكلاب الضالة، التي تتجول في شكل مجموعات، يصدح نباحها في كل أرجاء القرية، ويقض عويلها مضجع الساكنة. هذه الكلاب المصاب عدد منها بداء السعار، تحولت إلى شبح متجول ينقل المرض القاتل فيما بينهم، وهو ما يزيد من تأزم الوضع وخطورته على الساكنة، خاصة الأطفال.شعارات محاربة الأوبئة، والمصاريف الكبيرة التي تخصصها الدولة والجماعات لهذا الغرض، لا يجد السكان ترجمته على أرض الواقع، هذا ما يبدو من مجموعة حالات لانتشار أمراض، ومن ذلك عضات الكلاب التي تعرفها مجموعة من الجماعات القروية والحضرية بمدن مختلفة. وإن كان البعض يصنف قرى وزان من بين الأكثرها إصابة بداء السعار، حيث يلتقي الإهمال واللامبالاة مع ضعف حال الأسر، لتكون نتيجته غياب العلاج وهلاك المصابين المحتوم كبارا كانوا أ وصغارا.