رحلة الشّفاء من كورونا تتحول إلى عذاب‬ في مستشفى باكستان
آخر تحديث GMT 07:42:14
المغرب اليوم -

رحلة الشّفاء من "كورونا" تتحول إلى عذاب‬ في مستشفى "باكستان"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رحلة الشّفاء من

فيروس كورونا
إسلام آباد - المغرب اليوم

لم يعدِ الأمر يقتصر على الاحتجاج وبثّ شرائط "تفضحُ" واقع مستشفياتِ "كورونا"، بل انتقلَ إلى تدوين وقائع يومية من قلبِ "غرفِ" العزلِ والعلاجِ، حيث يُعاني المرضى من غيابٍ تامّ للأطباء والأدوية، كما هو الحالُ في المستشفى الميداني سيدي يحيى الغرب، الذي تحوّل إلى مادّة "دسمة" تجذبُ خيالاتِ كتّاب ومدوّنين.

الكاتبة والأديبة المغربية مريم التيجي نقلت "أهوالَ" المستشفى الواقع على أطراف مدينة سيدي يحيى الغرب، الذي يقصدهُ مرضى "كورونا".. "ذلك الفضاء مترامي الأطراف الذي يطلق عليه لقب "باكستان" لا تدخله أشعة الشمس، ولا يدخله ظل طبيب، ولا يدخله خيال ممرض أو مسعف"، كما تصفهُ الكاتبة المغربية.

صاحبة رواية "تضاريس التّيه" كانت ضيفة على مستشفى سيدي يحيى الغرب، بعدما تسلّل فيروس "كورونا" إلى جسدها، فسردت في رسائل وجّهتها إلى وزير الصّحة تفاصيل مقامها داخل المركز الاستشفائي الميداني، حيث بدأ شريطُ المعاناة مع "سائق سيارة الإسعاف الذي كان يسير بسرعة جنونية غير آبه لطلباتنا له المتكررة لخفض السرعة، حتى بدأنا نتمنى الموت بكورونا عوض حادثة سير".

وتسترسلُ الكاتبة المغربية في شهادتها: "وصلنا إلى المكان المعلوم، فحصلنا على حصصنا من الدواء الكافي لمدة أسبوع، ومن ثم دخلنا إلى مخيم اللاجئين دون إرشادات أو معلومات، حيث تم إقفال الباب الحديدي بالسلاسل والأقفال وكأننا في معتقل ݣوانتنامو".

"في بداية الليل، ترتفع الأصوات، وأحيانا صخب الموسيقى، وتعم الفوضى المكان، بل يصل الأمر إلى ارتفاع أصوات أفلام 'البورنو' التي يتسلى بها البعض، ولا ينفض جمع هذا البعض الصاخب إلا في وقت جد متأخر من الليل"، تقول الكاتبة المغربية في شهادتها ورسائلها الموجّهة إلى وزير الصّحة.

واختارت الكاتبة المغربية تقاسمَ تفاصيل معاناتها مع متتبّعيها عبر صفحتها على "فيسبوك"، متوقّفة في سردها الدّقيق عند "غياب الأطباء والممرضين من فضاء "باكستان" الذي يأوي المئات من حاملي فيروس كورونا المستجد، داخل "المستشفى" الميداني سيدي يحيى الغرب.. وكما هي العادة يتطوع مرشدون من بين النزلاء القدامى لتوجيه النزلاء الجدد، وإرشادهم إلى الطريقة الصحيحة لاستعمال الدواء الذي تم تسليمه لهم قبل دخولهم".

وتضيفُ الرّوائية المغربية في سردها الصّادم: "أخبركم يا سادتي الكرام بأن هناك من تشتد عليه نوبات الشقيقة بسبب هذا التعذيب والحرمان من النوم، وهناك من تنهار قواه، لكن لا توجد أي وسيلة للتواصل مع المسؤولين أو مع العالم الخارجي، ولا أي باب يسمح بالتسلل إلى الخارج وطلب المساعدة؛ فيتحملون عذاباتهم في انتظار قرار الإفراج".

وتشير الكاتبة إلى أن "الإصابة بالإسهال في غياب مراحيض آدمية يعتبر محنة لا يريد أحد أن يمر بها، وبما أنه لا أحد مستعد أن يغامر بفحولته، فإنه لا أحد تقريبا يتناول دواء ديديي راوول، وبالتالي فإن الإقامة في فضاء يقال له 'مستشفى' تكون إهدارا للمال العام وللكرامة الإنسانية".

وقالت الروائية ذاتها إنّ "دواء الكلوروكين يوزع على الجميع دون القيام بأي فحوصات أو تخطيط للقلب، وربما تدخل 'المرشدين' المتطوعين أنقذ أرواحا ما دام الدواء يستلزم أخذه مع احترازات صارمة وإشراف طبي حقيقي".

وشدّدت الأديبة المغربية على أنّ "المشكل الوحيد أن مواد التنظيف غالبا لا تستعمل، لأن الماء الساخن غير موجود، والحمام لا يصلح حتى لقضاء الحاجة إلا اضطرارا؛ حتى إن واحدة من أعز التمنيات في هذا المكان الذي يعرفه القائمون عليه باسم باكستان هي أن يصابوا بإمساك مزمن، لكي يؤجلوا نداء الطبيعة بقدر ما يستطيعون، حتى لا يدخلوا إلى ذلك الفضاء المسمى تجاوزا مراحيض".

قد يهمك ايضا

المغرب يسجل معدلا قياسيا للإصابات اليومية بفيروس كورونا

وزارة الصحة المغربية تُطمئن المغاربة بخصوص أدوية "كورونا"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة الشّفاء من كورونا تتحول إلى عذاب‬ في مستشفى باكستان رحلة الشّفاء من كورونا تتحول إلى عذاب‬ في مستشفى باكستان



GMT 03:13 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تحديات التحكم في الوزن لدى النساء بعد سن الأربعين

GMT 17:09 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سر إضافة 4 مكونات من مطبخك لعصير الجزر كل صباح

GMT 07:53 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تمارين رياضية تقوي المناعة خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اختراق علمي قد يوقف مرض «ألزهايمر» قبل بدايته

العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

عمان - المغرب اليوم

GMT 16:07 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خمسة مواقع لا تُفوَّت لمشاهدة الغروب في لندن
المغرب اليوم - خمسة مواقع لا تُفوَّت لمشاهدة الغروب في لندن

GMT 16:03 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
المغرب اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 07:51 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
المغرب اليوم - نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية

GMT 19:24 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

زواج أحمد السقا يشعل منصات التواصل الاجتماعي
المغرب اليوم - زواج أحمد السقا يشعل منصات التواصل الاجتماعي

GMT 23:56 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

العملة الأوروبية اليورو عند أعلى مستوى في 3 أيام

GMT 09:59 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

محمد باركيندو يؤكد ثقته في التزام 24 دولة باتفاق النفط

GMT 11:51 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

المتنخب المغربي في محك حقيقي أمام غانا

GMT 10:16 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تفاعل واسع في الكويت مع دموع الطبطبائي

GMT 15:03 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مكتوم بن محمد يعزي بوفاة محمد مطر بن فاضل المزروعي

GMT 10:05 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

بليلة بالحليب والقرفة

GMT 17:45 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

752 يورو سعر فستان إليسا خلال حفلة في السعودية

GMT 05:23 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مذاق خاص لـ"الغولف" داخل ملاعب الدومنيكان

GMT 01:21 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

بائعات هوى يستدرجن الشباب لسرقتهم تحت تهديد السلاح
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib