تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب
آخر تحديث GMT 03:13:10
المغرب اليوم -

تداعيات جائحة "كوفيد -19" تؤزم خدمات "الصحة النفسية" بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تداعيات جائحة

فيروس كورونا
الرباط -المغرب اليوم

منذ انطلاق جائحة كورونا ظهرت تأثيراتها على مختلف المجالات، وكان لمجال الصحة النفسية نصيب ليس بهين، إذ أكدت أحدث التقارير الأممية أن الفيروس عطل خدمات الصحة النفسية في غالب بلدان العالم، فيما أكد مختصون أن الوضع في المغرب "أسوأ".

وقال فيصل الطاهري، الأخصائي النفسي، إن خدمات الصحة النفسية في العالم متدهورة جدا بسبب الضغط الكبير على المستشفيات والمراكز والعيادات الخاصة بالطب النفسي والعلاج النفسي، بفعل الضرر النفسي الذي طال المواطنين إبان فترة الحجر الصحي.

وأوضح المعالج النفسي أن منظمة الصحة العالمية سبق أن أصدرت تقريرا عن أهمية الدعم النفسي والمواكبة النفسية للمواطنين عموما بسبب الحجر الصحي وغياب العمل وتقييد الحركة في المنازل عبر العالم، مؤكدا أن "الوضع ليس بالسوي، فهناك قلق ونوبات هلع تنتاب الناس خوفا من الإصابة بالوباء".

وأردف الطاهري: "الوضع النفسي مزر، لكن يمكن أن نقول إنه أكثر كارثية بالمغرب"، مفيدا بأن بنية الاستقبال الخاصة بالصحة النفسية والعقلية قليلة جدا، كما أن عدد الأطباء هو بضع مئات عبر جل ربوع المملكة، مع تمركز شديد على مستوى جهتي الرباط والدار البيضاء، وزاد: "بالتالي هناك نوع من التمركز، وأقاليم وعمالات بدون طبيب نفسي، كما أن المعالجين النفسانيين أيضا بضع عشرات عبر المغرب وجلهم يعملون في القطاع الخاص، كما أن عدد الممرضين في الصحة النفسية ضعيف".

وحسب الأخصائي النفسي فإن ما يزيد تعميق الأزمة بالمغرب هو "التراكمات الاجتماعية والثقافية لدى جل أفراد المجتمع المغربي الذين يميلون إلى الرقية الشرعية ومجموعة من التقاليد، مع تفسير اضطرابات وأعراض مرضية بالجن وتفسيرات ميتافيزيقية أخرى، ما يجعل الابتعاد عن الأطباء النفسانيين واردا".

وتابع المتحدث ذاته: "نلاحظ كعاملين في القطاع أن هناك أزمات قلق ونوبات هلع واكتئاب واضطرابات نفسية حادة أصيب بها عدد من الناس، مع ظهور التأثير أيضا على المراهقين والأطفال"، وأردف: "نحن أمام وضعية صعبة جدا، لكننا مازلنا للأسف أمام سرد الأرقام، والكلام كله حول الوضعية الوبائية وأرقام المصابين والمتعافين من كوفيد 19، فيما لم نصل بعد مقارنة بالعديد من الدول إلى دراسة مدى التأثر".

واستطرد الطاهري: "قبل ثلاثة أشهر صدر تقرير عن المندوبية السامية للتخطيط يتحدث عن كون جل المغاربة تأثروا بالحجر الصحي، وسجل أن هناك اضطرابات نفسية ووضعا نفسيا صعبا يجب أن يتعامل معه بالجدية الكافية، لكننا لا نرى للأسف هذا التحرك في اتجاه تخصيص ميزانيات أو نوع من استنفار الأطباء النفسانيين وبنيات الاستقبال المهترئة على قلتها لفائدة هؤلاء المواطنين".

ونبه المختص ذاته إلى أن "المواطن المغربي يعاني اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا"، مشيرا إلى أن هناك احتقانا نفسيا كبيرا، وزاد: "اليوم، أصبح الأمر ملقى على المجتمع المدني وعلى التحسيس عبر الإعلام وإعطاء الفرصة للأخصائيين والأطباء ليتحدثوا مع الناس حتى يفهموا كيف يمكن تجاوز هذه المرحلة، وكيف يمكن أن تشخص هذه الاضطرابات النفسية والعقلية بشكل مسبق لكي لا تتأزم الوضعية أكثر، فكلما كان التشخيص مبكرا يمكن تجاوز المشاكل".

وأظهرت نتائج مسح أجرته الأمم المتحدة أن الاستشارة والعلاج النفسي تعطلا في 67 في المائة من البلدان، إذ أفادت 65 في المائة منها بتأثر الخدمات الضرورية المتعلقة بالحد من الضرر، بينما أكدت 45 في المائة تأثر علاج حالات الإدمان على الأفيون.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا أوقف خدمات الصحة النفسية الأساسية في جميع أنحاء العالم، في لحظة تشتد الحاجة إلى هذه الخدمات، داعيا قادة العالم إلى التحرك بسرعة للاستثمار بشكل أكبر في برامج الصحة النفسية المنقذة للحياة أثناء الجائحة وما بعدها؛ كما أضاف أن "الصحة العقلية الجيدة أمر أساسي للغاية بالنسبة للصحة العامة والرفاه".

قد يهمك ايضا:

حركة الممرضين تتهم "الوزارة" بالتكتم على إصابات مهنيين بكورونا

المعدل اليومي للإصابات بفيروس كورونا "كوفيد-١٩" في المغرب الخميس 8 أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٠

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب تداعيات جائحة كوفيد 19 تؤزم خدمات الصحة النفسية بالمغرب



GMT 03:13 2025 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تحديات التحكم في الوزن لدى النساء بعد سن الأربعين

GMT 17:09 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سر إضافة 4 مكونات من مطبخك لعصير الجزر كل صباح

GMT 07:53 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تمارين رياضية تقوي المناعة خلال فصل الشتاء

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اختراق علمي قد يوقف مرض «ألزهايمر» قبل بدايته

العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

عمان - المغرب اليوم

GMT 16:07 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خمسة مواقع لا تُفوَّت لمشاهدة الغروب في لندن
المغرب اليوم - خمسة مواقع لا تُفوَّت لمشاهدة الغروب في لندن

GMT 23:57 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر
المغرب اليوم - حكيمي يتسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي وهو على السكوتر

GMT 16:03 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية
المغرب اليوم - دليل عملي لغسل الستائر في المنزل بسهولة وفعالية

GMT 23:56 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

العملة الأوروبية اليورو عند أعلى مستوى في 3 أيام

GMT 09:59 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

محمد باركيندو يؤكد ثقته في التزام 24 دولة باتفاق النفط

GMT 11:51 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

المتنخب المغربي في محك حقيقي أمام غانا

GMT 10:16 2019 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تفاعل واسع في الكويت مع دموع الطبطبائي

GMT 15:03 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مكتوم بن محمد يعزي بوفاة محمد مطر بن فاضل المزروعي

GMT 10:05 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

بليلة بالحليب والقرفة

GMT 17:45 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

752 يورو سعر فستان إليسا خلال حفلة في السعودية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib