لا يزال عدد القتلى من جراء الفيضانات الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان والشطر الذي تديره من كشمير يرتفع بسرعة، مع تأكيد مقتل ما لا يقل عن 307 أشخاص. ووقع أكبر عدد من الضحايا في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية المحاذية لأفغانستان، وفق هيئة إدارة الكوارث المحلية.
ولقي معظم الضحايا حتفهم بسبب الفيضانات المفاجئة وانهيار منازل أو التعرض لصعق كهربائي أو صواعق رعدية، وفق وكالة فرانس برس.
وقالت هيئة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا إن العديد من المناطق أُعلنت "منكوبة"، وأشارت إلى نشر أكثر من 2,000 عنصر إنقاذ للمشاركة في انتشال الجثث من تحت الركام وتنفيذ عمليات الإغاثة، فيما لا تزال الأمطار تعيق جهود الإنقاذ.
ولحقت أضرار بما لا يقل عن 74 منزلاً، فيما تحطمت طائرة إنقاذ مما أدى إلى مقتل طاقمها المكون من خمسة أفراد.
وقُتل 9 أشخاص في الشطر الباكستاني من كشمير، بحسب السلطات.
وبحسب مختصين في الأرصاد الجوية، فمن المتوقع هطول أمطار غزيرة حتى 21 أغسطس/ آب في شمال غرب البلاد، حيث مناطق عدة أعلنت أنها "منكوبة".
"محاصرون"
ووفق التصريحات الصحافية للمتحدث باسم الوكالة في ولاية خيبر باختونخوا، بلال أحمد فائزي، فإنّ "هطول الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة والطرق المقطوعة، تعيق وصول سيارات الإسعاف ويضطر عناصر الإنقاذ إلى التنقّل سيراً على الأقدام".
وقال فائزي إنّ "فرق الإنقاذ تريد إجلاء الناجين، لكن عدداً قليلاً منهم على استعداد للمغادرة لأنّ أقاربهم ما زالوا محاصرين تحت الركام".
في غضون ذلك، قال محمد خان، أحد سكان مقاطعة بونر التي قتل فيها العشرات: "عندما استيقظت هذا الصباح، كانت الأرض التي تزرعها عائلتنا منذ أجيال، والحقل الصغير حيث كنا نلعب الكريكت على مدى سنوات، قد اختفيا".
وأضاف الرجل البالغ 48 عاماً: "يبدو وكأنَّ الجبل انهار، المنطقة مغطاة بالطين والصخور الضخمة"، مشيراً إلى أنه انتشل "19 جثة من تحت الركام".
وتابع: "نواصل البحث عن أقارب مفقودين، وفي كل مرة نعثر على جثة نشعر بحزن عميق لكن أيضاً بارتياح لمعرفة أنّ العائلة ستتمكن من استعادة الجثة".
أما سيف الله خان (32 عاماً) فأوضح أنّ "السكان يقومون بجمع الجثث ويقيمون صلاة الجنازة عليها... لكن ما زلنا لا نعرف من على قيد الحياة ومن فارقها". وأضاف: "عثرت على جثث عدد من طلابي وأسأل نفسي ماذا فعلوا كي يستحقوا هذا".
في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، انتشل عمال الإنقاذ جثثاً من الوحل والأنقاض، الجمعة، بعد أن اجتاح فيضان قريةً في جبال الهيمالايا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً وجرف العشرات الآخرين، فيما لا يزال 80 شخصاً في عداد المفقودين.
وكذلك، قتل خمسة أشخاص في منطقة غلغت بالتيستان السياحية الواقعة في أقصى شمال باكستان والتي تحظى بشعبية خصوصاً في الصيف، إذ يقصدها متسلقو الجبال من كل أنحاء العالم، وتوصي السلطات الآن بتجنّبها.
وبالمجمل، قُتل منذ بداية موسم الأمطار "غير الاعتيادي" في يونيو/حزيران، 657 شخصاً بينهم مئات الأطفال، كما أُصيب 888 شخصاً بجروح، بحسب السلطات.
وباكستان خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وتعدّ واحدة من أكثر الدول عرضة لتأثيرات تغيّر المناخ، وحذّرت السلطات من أنّ الأمطار ستشتد أكثر خلال الأسبوعين المقبلين.
ويقول علماء إن تغير المناخ جعل الظواهر الجوية أكثر شدة وتواتراً.
وفي يوليو/ تموز، سجّلت البنجاب التي تضم نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 255 مليوناً، زيادة في هطول الأمطار بنسبة 73 بالمئة مقارنة بالعام السابق، وعدد وفيات أكبر مقارنة بموسم الأمطار السابق بأكمله.
وتحمل الأمطار الموسمية إلى جنوب آسيا نحو 70 إلى 80 في المئة من أمطارها، وهو أمر حيوي للزراعة والأمن الغذائي، لكنها تجلب أيضاً الأضرار.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أكثر من مئة وستين مفقودا في فيضانات تكساس وترامب يتعهد بالإغاثة ويزور الولاية قريباً
زلزال بقوة 5.1 يضرب شمال باكستان دون تسجيل خسائر بشرية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر