لبوءة في الهند تتبنّى صغير الفهد حتى وفاته وتثير الحيرة بين العلماء
آخر تحديث GMT 09:53:52
المغرب اليوم -

لبوءة في الهند تتبنّى صغير الفهد حتى وفاته وتثير الحيرة بين العلماء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لبوءة في الهند تتبنّى صغير الفهد حتى وفاته وتثير الحيرة بين العلماء

الفهود
نيودلهي - المغرب اليوم

عادة ما لا تتوافق أو تنسجم الأسود والفهود معًا في متنزه "جير" الوطني في ولاية غوجارات بالهند. يقول ستوترا تشاكرابارتي، باحث حاصل على الدكتوراه في جامعة "منيسوتا" يدرس سلوك الحيوانات: "إنهم على خلاف دائم". مع ذلك منذ نحو عام، وضعت لبوءة شابة في المتنزه ذلك العداء جانبًا حين تبنت صغير أحد الفهود. لقد كان صغير الفهد ذي العينين الزرقاوين والأذنين المكسوتين بالفراء، والذي يبلغ من العمر شهرين، مذهلًا، وقضت اللبوءة أسابيع في إرضاع وتغذية الصغير والعناية به حتى وفاته، حيث كانت تعامله مثل صغيريها اللذين كانا في العمر نفسه تقريبًا.

كانت تلك حالة نادرة لتبني حيوانات لأنواع مختلفة عنها، والمثال الوحيد الموثق الذي يتضمن حيوانات عادة ما يسود التنافس العلاقة بينهم على حد قول تشاكرابارتي، الذي ذكر هو وآخرون تفاصيل تلك الحالة في دورية "إيكوسفير" المعنية بشؤون البيئة خلال الشهر الماضي. كانت المرة الأولى، التي يرصد فيها مؤلفو الورقة البحثية، والذين كان من بينهم مسؤول في مجال الحفاظ على البيئة ومرشد في متنزهات، هذا الفريق المتنافر في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2018 حين كان يتجول بالقرب من ظبي بقري تم اصطياده حديثًا. واعتقدوا في البداية أن العلاقة ستكون مؤقتة أو قصيرة، فقد تم رؤية لبوءة في محمية "نغورونغورو" في تنزانيا وهي ترضع صغير فهد، لكن كان ذلك لمدة يوم واحد حيث انفصلا بعد ذلك. ويقول تشاكرابارتي: "لكن الوضع استمر على هذا النحو". وظل فريق العمل يراقب اللبوءة وصغيريها، وصغير الفهد، لمدة شهر ونصف، وشاهدهم وهم يتجولون في المتنزه سويًا. ويوضح تشاكرابارتي قائلًا: "كانت اللبوءة تعتني بالصغير كأنه صغيرها"، مشيرًا إلى أنها كانت ترضعه وتشاركه ما تصطاده من لحم. كذلك كان الجروان الصغيران يرحبان بصغير الفهد، ويلعبان معه، وأحيانًا يتبعانه في تسلق الأشجار. وقد ظهر صغير الفهد في إحدى الصور وهو يقفز على رأس أحد أخويه بالتبني الذي كان يبلغ ضعف حجمه تقريبًا، ويتمتع بروح رياضية واضحة. ويقول تشاكرابارتي: "لقد بدت الأشبال كأنها جروان كبيران وآخر صغير أضعف".

الجدير بالذكر أن تشاكرابارتي يدرس أسود المتنزه لسبع سنوات تقريبًا، ويشير إلى شبه استحالة هذه الصلة التي كانت "لحظة مذهلة مثيرة للتعجب" بالنسبة إليه. كذلك كان هذا غريبًا بالنسبة لزملائه من الباحثين في "مشروع محمية الأسود الآسيوية" في الهند، والذين يراقبون القطط الكبيرة طوال عقود. على عكس الأسود الأفريقية، تعيش الأسود الآسيوية في جماعات صغيرة لا يوجد فيها اختلاط بين الجنسين، فكثيرًا ما تنفصل اللبوءات عن باقي القطيع بعد الإنجاب لبضعة أشهر من أجل تربية الصغار وحدها. لو كانت العائلة المؤقتة قد تفاعلت بشكل أكبر مع الأسود البالغين الآخرين، لكان سيتم اعتبار صغير الفهد محتالًا ودخيلًا مخادعًا على حد قول تشاكرابارتي.

مع ذلك إنهم لم يمروا بهذا الاختبار؛ فبعد مرور نحو 45 يومًا، وجد فريق البحث جثة صغير الفهد بالقرب من بركة مياه. وقد كشفت عملية التشريح الميداني للجثة عن السبب المرجح لوفاة الصغير، وهو وجود فتق فخذي أصيب به عند ولادته. ويقول تشاكرابارتي: "كان ليصبح من المذهل مشاهدة كيف كانت لتسير الأمور حين يكبر صغير الفهد؛ لكن ذلك لم يحدث".

تضاف قصة صغير الفهد إلى حالتين موثقتين أخريين حدث فيها تبني نوع من الحيوانات لنوع آخر في البرية، وتصلح كل قصة منهما لتكون قصة للأطفال، لكن مع ذلك بها من الغرابة ما يأسر لبّ العلماء. قامت مجموعة من قرود الكبوشي بتبني رضيع قرد القشة في عام 2004؛ وفي عام 2014 تبنت عائلة من الدلافين ذات الأنف القارورية صغير حوت بطيخي الرأس تعلم التزلج والقفز مثل أقرانه الجدد.

في الحالات الثلاث كانت أم مرضعة هي التي تجلب الصغير إلى الجماعة على حد قول باتريشيا ألزار، أستاذة مساعدة في جامعة "ساوباولو" في البرازيل، وأحد أفراد الفريق الذي تولى دراسة حالة تبني قرود الكبوشي لقرد القشة. وتوضح باتريشيا، التي لم تشارك في البحث الجديد، قائلة إن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالأمومة "قد تسهل عملية الارتباط برضيع من نوع مغاير".

إلى جانب ما يثيره هذا النوع من حالات التبني من حيرة وارتباك، يسلّط الضوء على أوجه الشبه بين صغار الأنواع المختلفة للسنوريات على حد قول تشاكرابارتي. تلعب الأسود والفهود، وتصدر أصوات مواء، وتطلب حليب الأم بالطريقة نفسها حتى تصل إلى سن البلوغ، وحينها تبدأ الاختلافات الاجتماعية في الظهور.

في حالة هذه اللبوءة الأم ربما تكون تلك القواسم المشتركة قد غلبت على سمات صغير الفهد المميزة مثل رائحته، وحجمه، ومظهره المرقط. وأخيرًا يقول تشاكرابارتي: "لقد تمكن من الاندماج ببساطة".

وقد يهمك ايضا:

معبد "كوم أمبو" في أسوان المصرية يستقبل السائحين بحلة جديدة

إسبانيا في الشتاء الوجهة المُدهشة للاستمتاع بعطلة رائعة

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبوءة في الهند تتبنّى صغير الفهد حتى وفاته وتثير الحيرة بين العلماء لبوءة في الهند تتبنّى صغير الفهد حتى وفاته وتثير الحيرة بين العلماء



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib