إحصائية تعلن المعيشية الصعبة سبب رئيسي للانفصال في غزة
آخر تحديث GMT 11:57:40
المغرب اليوم -

قضايا الحصار والرواتب المنخفضة تؤثر سلبًا على واقع الحياة

إحصائية تعلن المعيشية الصعبة سبب رئيسي للانفصال في غزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إحصائية تعلن المعيشية الصعبة سبب رئيسي للانفصال في غزة

غزة - المغرب اليوم

تعيش السيدة نهى "25 عامًا" في منزل والدها، مفضلة بقاءها فيه على العودة إلى حياة زوجية صعبة "ومغمسة بالذل"، كما قالت، على الرغم من أنها قضت مع زوجها 7 أعوام، كان كل عام فيها يأتي أسوأ من سابقه، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع المحاصر للعام الحادي عشر على التوالي.
 
وتفضل "نهى" الطلاق على أن تبقى حبيسة "الأشغال الشاقة" في منزل صغير ومستأجر، ويعوزه كثير من الاحتياجات, وعلى الرغم من أن منزل والد نهى لا يبعد عن منزلها سوى 100 متر، لم تفكر حتى في المرور عليه لزيارته، وأبلغت كل الوسطاء بأنها تريد الطلاق من زوجها.
 
وكشف زوجها مصطفى "31 عامًا"، أنه يجد صعوبة بالغة في توفير الحاجات اليومية لمنزله بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، وتراجع دخله باستمرار مع مرور السنين, ووفق مصطفى، فإن راتبه الشهري يكاد يكفيه، بعد أن يدفع إيجار المنزل، ولا يمكنه توفير طلبات زوجته من الأجهزة الكهربائية التي يمكن أن تساعدها على إنجاز أعمالها المنزلية اليومية.
 
ويحصل مصطفى على مبلغ 800 شيقل "222 دولارًا"، يدفع منها نحو 600 شيقل "166 دولارًا" بدل إيجار شهري، وما يتبقى لا يكاد يكفيه لأسبوع واحد، مما يضطره للاستدانة دائمًا، وفق قوله, ويقر مصطفى بصعوبة الحياة المشتركة بهذه الطريقة، ويقول إنه يضطر مثلًا لشراء القليل جدًا من الخضراوات كي لا تفسد صلاحيتها بسبب عدم وجود ثلاجة في بيته, والأكثر صعوبة بالنسبة لمصطفى أنه لا توجد أي آمال أو مؤشرات لإمكانية تحسن وضعه الاقتصادي، وبالتالي معيشته.
 
 ويجد مصطفى عذرًا لطلب زوجته الطلاق، بعد تعرضها لأكثر من انتكاسة صحية خلال الأعوام الماضية بسبب الوضع الصحي للمنزل، واضطرارها للغسيل يدويًا، وعدم وجود كهرباء وماء وغيرهما من الضروريات, ويقول مصطفى إنه يعاني كثيرًا من المشكلة الحالية، ولكنه لا يجد لها حلًا, وتلخص حكاية مصطفى ونهى وضعًا صعبًا في غزة، واضطرار كثيرين إلى الانفصال.
 
وتظهر إحصائية فلسطينية رسمية أن هناك ارتفاعًا في حالات الطلاق، مقابل انخفاض في حالات الزواج، في قطاع غزة خلال عام 2016، وكذلك في الربع الأول من عام 2017, ووفق الإحصائية الصادرة عن المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، فإن عدد حالات الطلاق بلغ 3188 خلال العام الماضي، بنسبة وصلت إلى 16.6 في المائة، مقابل 14.6 في المائة في العام الذي سبقه، بواقع 2627 حالة "أي نحو 561 حالة طلاق إضافية".
 
وأشارت الإحصائية إلى وجود انخفاض في حالات الزواج في العام الماضي عن سابقه، بنحو 1450 عقدًا، بفارق يصل إلى نحو 8 في المائة, ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي ارتفاعًا أكبر في حالات الطلاق، مع تفاقم المشكلات الاقتصادية والحياتية.
 
ويؤكد الدكتور حسن الجوجو، رئيس المجلس الأعلى للقضاء، أن قضايا الحصار، والرواتب المنخفضة، وانعدام فرص العمل، جميعها أسباب أثرت سلبًا على واقع الحياة، وزادت من حالات الطلاق, ويشير الجوجو إلى أن 43.1 في المائة من إجمالي حالات الطلاق سبق الخلوة الشرعية، مما يؤشر لعدم قدرة المقبلين على الزواج على إتمام زواجهم لأسباب تتعلق بالظروف الاقتصادية، وشعورهم بعدم القدرة على السير قدمًا في هذه الطريق.
 
وأضاف "المجتمع في غزة بات يفقد أمنه السياسي والمجتمعي، مما ضاعف من المشكلات الأسرية، وأدى إلى تزايد حالات الانتحار والعنوسة والطلاق، في ظل عدم اهتمام المسؤولين بمشكلات المجتمع التي باتت تشكل عبئًا كبيرًا", واتفق عدد من الشبان الذين تحدثت إليهم على أنهم يفضلون الانتظار على أن "يتورطوا" في الزواج.
 
وضرب بعضهم مثلًا بأصدقاء لهم يعانون نتيجة الظروف الحياتية, واشتكى صلاح أبو يوسف "28 عامًا" من إلحاح زوجته عليه بمغادرة منزل أهله، والسكن في منزل مستقل، وتهديدها له بالانفصال، في حال استمرا في وضعهما الحالي، خصوصًا أنهما يعيشان منذ عامين في غرفة واحدة، من أصل 3 غرف مخصصة لأكثر من 14 فردًا يقيمون جميعًا في البيت نفسه.
 
وأوضح أبو يوسف أن كل ما يتحصل عليه من عمله في مصنع للخياطة هو 600 شيقل، وإنه لا يعمل بنحو منتظم، لعدم وجود أعمال دائمة في قطاع غزة’ وأشار إلى أنه في حال خرج مع زوجته إلى منزل مستقل "مستأجر"، فإنه لن يتمكن من تدبر أموره الحياتية، وسيدفع المبلغ الذي يتحصل عليه بكامله أجرة للمنزل, وأقر أبو يوسف بأنه يعيش أوضاعًا حياتية صعبة جدًا لا تحتمل، لكنه لا يستطيع تغيير الواقع.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحصائية تعلن المعيشية الصعبة سبب رئيسي للانفصال في غزة إحصائية تعلن المعيشية الصعبة سبب رئيسي للانفصال في غزة



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 10:39 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مهبطا المهرجان في الصحراء والمائي من أغرب مطارات العالم

GMT 19:35 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

سعر نفط برنت يتخطى 84 دولارا للبرميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib