أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب أو علاقات جنسية خارج إطار الزواج
آخر تحديث GMT 03:33:48
المغرب اليوم -

الأطفال مجهولي النسب في لبنان ظاهرة متفشية في المجتمع

أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب أو علاقات جنسية خارج إطار الزواج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب أو علاقات جنسية خارج إطار الزواج

أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب
بيروت ـ غنوة دريان

تعد ظاهرة الأطفال مجهولي النسب واحدة من القضايا الاجتماعية غير المطروحة للنقاش بالشكل الكافي رغم أهميتها، وهم الأطفال الذين تم العثور عليهم بدون أب أو أم بيولوجيين. ولذلك تُطلق عليهم تسمية مجهولي النسب، ويتم إيداعهم  في دور رعاية تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية .

لا يُمكننا تعميم سبب واحد لتخلي الأب والأم عن الطفل حيث تتداخل العوامل وقد تتقاطع. في معظم الحالات يكون الحمل غير مخطط له من البداية وخارج إطار الزواج. وقد لا تتمكن بعض النساء من الإجهاض في الأسابيع التسعة الأولى من الحمل لعدة أسباب، منها الخوف من الإبلاغ، أو عدم توافر المال لإجراء عملية جراحية قبل تكوين الجنين، أو لضعف إمكانية الوصول لطرق الإجهاض الأخرى، أو التأخر في اكتشاف الحمل. وتكون عملية التخلص من الطفل صعبة وتُسند إلى الأم في أغلب الحالات. لأن الإنجاب مرتبط بالدور الاجتماعي للأم.

فإذا كان الطفل ثمرة علاقة جنسية في غير إطار الزواج، فقد يتهرب الأب البيولوجي للطفل من المسؤولية، ويختفي من المشهد. وقد يتبع ذلك استكمال الأم للحمل بسبب صعوبة الوصول للإجهاض الآمن، ثم تتخلى عن الطفل بعد الولادة. قد يُترك الطفل في المستشفى، وتُغادر الأم بدونه. وقد تأخذه وتتركه في أحد الأماكن العامة، وقد تحاول قتله، في أكثر الحالات عنفاً.

في أحيان كثيرة، قد تحاول الأم قتل الطفل للأسباب السابقة، مُضافاً إليها حالتها النفسية واكتئاب ما بعد الولادة. وهذا ما يتسبب برفض الأم للطفل، بخاصة إن كان الحمل ذا بُعد درامي أو متعلقاً بصدمة ما، كأن يكون الحمل ناجماً عن علاقة عاطفية مُدمّرة أو اغتصاب أو عن علاقة جنسية مع أحد أفراد أسرتها.

وفي حال وجود الأب، فمن الأرجح أن يقوم بدور الإشراف على عملية التخلص من الطفل كإستراتيجية يضمن بها عدم ابتزازه به مستقبلاً، أو لاعتقاده أن الأم لن تقدر على التخلص من الطفل بنفسها. أما في حالة الزواج، فقد تدفع الأب للتخلص من الطفل أسباب عدة، منها أن يكون الطفل عبئاً مادياً على الأسرة، أو الغضب من جنس الجنين. وفي حالات أخرى، قد يتخلص الأب من الطفل بدافع الانتقام من الأم، أو عقابها.

يتم العثور على الأطفال مجهولي النسب في أماكن عامة كمطاعم الوجبات السريعة، والمستشفيات العامة، أو في صناديق القمامة العمومية، أو أحياء بشكل كامل أو ناجين من محاولات قتل متعمدة، أو مقتولين.

في حالة العثور على طفل، يتم أولاً إبلاغ قسم الشرطة التي تم العثور عليه فيها. ثم يجري إبلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية التي يحضر عنها مندوب لاستلام الطفل من قسم الشرطة وإيداعه دور الرعاية الحكومية والتابعة للوزارة  وهناك يتم تسجيله رسمياً في سجلات الدولة، ويأخذ اسماً عشوائياً.

 تنتهي أزمة الأطفال بإيداعهم دور رعاية، لأن بعض هذه الدور يعامل الأطفال بشكل سيىء، قد يصل أحياناً إلى التعذيب، أو العنف الجنسي. وقد لا يتم العثور عليهم من الأساس، فيتحولون إلى أطفال بلا مأوى، أو يتم استغلالهم في التسوّل، أو في الجنس التجاري، أو في أيدي عصابات تجارة الأعضاء البشرية.

تتبنى بعض الأسر - وبالأخص الأسر غير المُنجبة - الأطفال مجهولي النسب عن طريق نظام الأسرة البديلة، وذلك بعقد رسمي تلتزم فيه الأسرة برعاية الطفل وعدم استخراج أي مستند رسمي دون الرجوع إلى وزارة الشوؤن الاجتماعية. ولضمان حُسن معاملة الأسرة البديلة للطفل، يتم تحديد زيارة شهرية لمندوب من الوزارة لتفقد حالة الطفل.
وعلى الرغم من فعّالية نظام "الأسرة البديلة" فقد تتم إعادة الطفل مرة أخرى إلى دار الرعاية، مما قد يتسبب في أزمة نفسية له.

قد تقوم بعض الأسر بإرجاع الطفل مرة أخرى لدار الرعاية في حال نجحت الأم البديلة في الإنجاب، مما يعني أنه لا حاجة لتبنيه. وفي ظروف أخرى، قد تظهر على الطفل بوادر سلوكيات عدوانية، فتخاف الأسرة البديلة من تطوير هذه السلوكيات إلى مشاكل حقيقية، فتتراجع عن قرار التبني. 

ورغم أن السلوكيات ليس لها علاقة بالطفل نفسه وإنما بظروفه المحيطة ويتساوى فيها الأطفال مجهولو النسب مع الأطفال معروفي النسب، إلا أن وصمة "الشرعية" تلعب دوراً هاماً في التخلي عن الأطفال مجهولي النسب بعد تبنيهم، كإلصاق السلوكيات والصفات الشخصية بكون الطفل غير معروف النسب.

أما في حالة عدم التبني، يظل الطفل في دار الرعاية حتى بلوغ سن الرشد القانونية. يتم فتح أبواب دار الرعاية لهؤلاء الأطفال بعد بلوغهم الثامنة عشرة، ليغادروا ويتركوا مكانهم في الدار لأطفال آخرين. لا توفّر الدولة فرص عمل لهؤلاء، ولا منازل آمنة، ويتركون لمواجهة الحياة بمفردهم في سن صغيرة.

ترجع وصمة الشرعية إلى تعميم مغلوط عن الأطفال مجهولي النسب كأطفال ناتجين عن علاقات جنسية خارج إطار الزواج. وتمتد الوصمة لتشمل الطفل، كتمثيل حي "لخطيئة" أبويه.

يتجاهل أصحاب تلك الفرضية أن الأطفال مجهولي النسب قد ينتجون عن علاقات جنسية داخل إطار الزواج، أو ما تُعرف اجتماعياً بأنها علاقات شرعية. وفي كلتا الحالتين، وباعتبار الحمل خارج الزواج "جُرماً"، لا يسعنا معاقبة طفل على هذا الجُرم، ولا يحق لنا التمييز ضده باعتباره طفلاً غير شرعي - اجتماعياً - وتجاهل كونه مواطناً وله حقوق على الدولة والمجتمع. هذه الحقوق هي ما يجعل الطفل مواطناً عادياً، مقبولاً اجتماعياً، يجب معاملته بهذه الحقوق، وتجريده منها سواء من التعاطف أو التمييز.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب أو علاقات جنسية خارج إطار الزواج أبرياء ناتجون عن حالات إغتصاب أو علاقات جنسية خارج إطار الزواج



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام

GMT 10:39 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مهبطا المهرجان في الصحراء والمائي من أغرب مطارات العالم

GMT 19:35 2022 السبت ,24 كانون الأول / ديسمبر

سعر نفط برنت يتخطى 84 دولارا للبرميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib