الدار البيضاء ـ جميلة عمر
شهد العام الحالي عددًا من الأحداث المتباينة في الشارع المغربي، ألقت بظلالها على المجالات السياسية والفنية والاجتماعية، وسط آمال المغاربة بعام أفضل للمملكة."تسوية أوضاع المهاجرين"تحول المغرب إلى بلد إقامة واستقرار لأكثر من 40 ألف مهاجر، في ظل تعامل المملكة مع الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء، في سياق سياسة جديدة لمعالجة موضوع الهجرة، وذلك بعدما أقر العاهل المغربي الملك محمد السادس، إصلاحات كبيرة كإطلاق عمليات تسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين، والتي اعتمدت بشكل واضح على توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وجعلت المغرب يبدأ مسارا مختلفا بتدبير ملف المهاجرين غير الشرعيين بعد أن أصبح بلد إقامة وليس مجرد محطة عبور لهم.
وجاء القرار الذي اتخذته السلطات المغربية بعد أن بات تواجد المهاجرين غير الشرعيين المكثف والملموس، مقلقا على المستويين الأمني والاجتماعي. خصوضًا وأن التواجد لهؤلاء المهاجرين السريين يسهل الإساءة لهم أو حرمانهم من حقوق العاملين منهم، كما يعسر عملية المراقبة الأمنية ويحفز على نشاطات غير شرعية، تزامنًا مع استقبال المملكة المنتدى الحقوقي وسط مشاركة دولية، وموافقة المغرب على "البروتوكول الدولي لحقوق الإنسان".
وتهدف عملية تسوية أوضاع المهاجرين إلى استغلال قدراتهم في سوق العمل، وإدماجهم في المجتمع المغربي حتى يكونوا مساهمين في اقتصاد البلاد.
"التطرف في المملكة وخطورته"
التحق عدد كبير من المغاربة بتنظيم "داعش"، خلال العام الحالي، وتقول التحقيقات إن أكثر من 2500 مغربي غادروا المغرب، في اتجاه بلاد الشام من أجل القتال في صفوف تنظيم "داعش"
من بينهم 251 منهم قتلوا خلال المعارك، وبعضهم يحتلون مراكز مسؤولية داخل التنظيم، و"حقائب وزارية"، مهمة مثل العدل والدفاع والداخلية.
ويشير الخبراء إلى القرب الجغرافي الكبير بين الشمال المغربي وأوروبا والعلاقات الوثيقة بين الشكبات الجهادية في ضفتي المتوسط مما يسهل التنسيق والاستقطاب، والسفر نحو سورية والعراق عن طريق تركيا.
ولم يقتصر التجنيد على الذكور بل وصل إلى الإناث، وبدأ تحريض الفتيات بالالتحاق بتنظيم "داعش"، ونجحت المراقبة الأمنية في اعتقال أفراد خلية متطرفة ينشطون في الفنيدق وسبتة ومليلية وبرشلونة، تخصصت ي تجنيد واستقطاب متطوعات من جنسية مغربية وإسبانية قصد تسهيل التحاقهن بتنظيم "داعش" في سورية والعراق.
وتمكنت الخلية من إرسال نساء دون الثلاثين من العمر، بعد إقناعهن بأفكار التنظيم خلال اجتماعات سرية، بهدف الزج بهن في عمليات انتحارية أو تزويجهن بمقاتلي التنظيم، ومن بين النساء المغربيات فتيحة الحسني المعروفة بأم آدم المجاطي،التي تعتبر أشهر مغربية توجد حاليا ضمن صفوف التنظيم المتشدد.
"إيبولا" يثير الرعب
شددت السلطات المغربية من حملاتها لحماية المملكة من خطر فيروس "إيبولا"، بعدما ظهر في عدد من الدول الأفريقية، وركزت على آليات المراقبة وإجراء فحوصات في مطارات دول أفريقية في حال الرغبة في دخول المغرب، كما قررت المملكة تأجيل "الكان"، خشية انتشار الوباء القاتل لاسيما مع وصول مشجعين أفارقة يحملون الفيروس، وكشف أطباء صعوبة
التعرف على المصابين به لأن فترة حضانة الفيروس تتجاوز الأسبوعين.
"غضب الطبيعة يتسبب في فيضانات"
شهدت المملكة هطول أمطار غزيرة وفيضانات في المناطق الجفوفية، التي عرفت الجفاف طوال 20 عامًا، وجرفت الأخضر واليابس، وتضرر منها مئات المنازل، وغرق عدد من الضحايا في الأودية.
وكشفت الفيضانات عن البنية التحتية السيئة التي لم تصمد أمام السيول، لتفضح مشاريع الحكومة الفاشلة.
"فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله"
تحول ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط إلى مسبح، حيث انتشرت البرك المائية في كل مكان، خلال مباراة ربع النهائي الثانية التي جمعت بين "كروز أزول" المكسيكي و"ويسترن سيدني" الأسترالي وانتهت بفوز الأول بثلاثة أهداف لهدف واحد. وتسببت التساقطات المطرية الغزيرة في اقتلاع أجزاء من الأرضية وتحول بعض مناطق الملعب إلى برك.
عقب نهاية الشوط الأول حاول المنظمون تجفيف البرك المائية باستعمال "قطع إسفنجية"، وأصبح المغرب محط سخرية من طرف وسائل الإعلام الدولية.
وعبر الاتحاد الدولي لكرة القدم، عن استيائه من حال أرضية الملعب، الذي خضع أخيرًا لإصلاحات كلفت المملكة 22 مليار سنتيم منها أكثر من 500 مليون سنتيم صرفت على استبدال أرضيته بأخرى تم استيرادها من إسبانيا.
اعتقال كريم الزاز بتهمة القرصنة
ويعد من برز أحداث العام، اعتقال المدير السابق لـ"وانا"، كريم الزاز بتهمة القرصنة على المكالمات الدولية وتحويلها إلى محلية للاستفادة من أرباح بالعملة الصعبة، فيما كشفت التحقيقات أن المتهم حقق أرباحا تتجاوز 100 مليون درهم في عمليات مرتبطة بتهريب المكالمات الدولية. كما أن حجم الخسائر التي تكبدتها شركات الاتصالات المغربية جراء قرصنة المكالمات الدولية من طرف شبكات منظمة، تجاوزت 400 مليون درهم خلال عام 2013.
"فاجعة بوركون وسقوط 23 قتيلا"
استيقظ أهالي حي "بوركون" في الدار البيضاء، صباح 11 تموز/يوليو، على حادث مأساوي راح ضحيته 23 قتيلا فضلا عن عشرات المصابين، بعد انهيار 3 عمارات، فيما اعتقل
نائب رئيس مصلحة التصميم والمراقبة، والمراقب المكلف داخل الجماعة بمراقبة مخالفات البناء في الدائرة، التي شهدت انهيار العمارات، والمهندس المعماري المشرف على تصاميم بناء الطابقين الرابع والخامس في العمارة المتسببة في الحادث، في انتظار محاكمتهم.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر