أدان الأزهر الشريف، مساء اليوم الخميس، تصريحات مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي غير المسؤولة حول وهم «إسرائيل الكبرى» مؤكدا أنها تفضح نواياهم المتطرفة للاستيلاء على ثروات المنطقة وابتلاع ما تبقى من فلسطين.
وقال في بيان «يدين الأزهر الشريف بأشد العبارات التصريحات الاستفزازية المرفوضة الصادرة عن مسؤولي الاحتلال، حول وهم «إسرائيل الكبرى»، مؤكدًا أنها تعكس عقلية احتلالية متجذرة، وتفضح أطماعًا ونوايا متطرفة يسعى بها الاحتلال الغاصب للاستيلاء على ثروات دول المنطقة وابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية، في تجاوز فجٍّ واستهانة بإرادة الشعوب ومقدراتها.»
وأكد الأزهر في بيانه أن هذه الأوهام السياسية لن تغيِّر من الحقيقة شيئًا، وما هي إلا غطرسة ومحاولة لصرف الأنظار عن جرائمه ومذابحه والإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة حتى يمحو فلسطين من خريطة العالم، في سياسات باتت مفضوحة ومكشوفة، ولن تمنح شرعية للاحتلال ولو على شبر واحد من أرض فلسطين؛ ففلسطين أرض عربية إسلامية خالصة، ستظل عصية على الطمس وتزييف الحقائق، فالحقوق لا تسقط بالتقادم، وما بُني على باطل فهو باطل، ومصيره الزوال.
وأضاف البيان «يشدد الأزهر على رفضه القاطع للروايات الدينية المتطرفة التي يبعثها الاحتلال من حين لآخر لاختبار جدية دول المنطقة وشعوبها في التعامل مع هذه الأوهام، داعيًا الأمة العربية والإسلامية إلى أن تتوحَّد في مواجهة هذه الغطرسة التي تهدد وحدة الأوطان واستقرار المنطقة بأسرها».
كما دعا الأزهر إلى تعزيز الموقف العربي والإسلامي المشترك، وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية والإعلامية لكشف زيف روايات المحتل الغاصب، والتصدي لمخططاته، مؤكدًا أن المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات لن تكون لقمة سائغة، وأن الحق سيعود لأهله، والباطل إلى زوال مهما طال الأمد.
وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أدلى بتصريحات، قال خلالها إنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بما يسمى «رؤية إسرائيل الكبرى»، والتي تعني ضم أراضٍ من مصر والأردن.
وأضاف نتنياهو، في مقابلة مع قناة i24 الإسرائيلة: «أنا في مهمة تمتد عبر الأجيال كما أن هناك أجيال يهودية حلمت بالمجيء إلى هنا، وستصل أجيال أخرى بعدنا».
وكرر رئيس وزراء الاحتلال فكرة، طرحها وأيدها بشدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن يغادر الفلسطينيون القطاع الذي يقطنه أكثر من مليونين بعد مرور عامين من اندلاع الحرب.
وقال في حديثه لقناة «آي 24 نيوز» التلفزيونية الإسرائيلية: «لن يتم طردهم بل سيسمح لهم بالخروج».
وأدانت مصر، ما أثير في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن ما يسمى بإسرائيل الكبرى، مؤكدة حرصها على إرساء السلام في الشرق الأوسط.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن ما أثارته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن ما يسمى بإسرائيل الكبرى يؤدي إلى عدم الاستقرار ويشير إلى توجه رافض لتبني خيار السلام بالمنطقة، مضيفة أن ما أُثير إسرائيليا بشأن ما يسمى بإسرائيل الكبرى يتعارض مع تطلعات الأطراف الإقليمية والدولية المحبة للسلام والراغبة في تحقيق الأمن لشعوب المنطقة.
وشددت الخارجية المصرية على أنه لا سبيل لتحقيق السلام إلا عبر العودة للمفاوضات وإنهاء الحرب على غزة وصولا لإقامة دولة فلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اليوم الأربعاء، تصريحات نتنياهو، ورفضتها باعتبارها تصعيدًا استفزازيًّا خطيرًا، وتهديدًا لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير الدكتور سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية، مشدِّدًا على أن هذه «الأوهام العبثيَّة» التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، مُضيفًا أن هذه التصريحات والممارسات تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دوليًّا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
الأزهر الشريف يوضح سبب سحب بيانه بشأن غزة ويؤكد أنه تغليبًا لمصلحة التهدئة وحقن الدماء
مطالب مغربية بالصرامة في مواجهة مشروع "إسرائيل الكبرى"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر