الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين تاريخ من السلام الإنسانيّ
آخر تحديث GMT 01:02:10
المغرب اليوم -

لقّب بـ"شهيد القدس" وتبنى مبادرات حوار الأديان

الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين تاريخ من السلام الإنسانيّ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين تاريخ من السلام الإنسانيّ

خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز
الرياض ـ المغرب اليوم

يعدّ خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز رقمًا صعبًا في كثير من المواقف والأحداث. فقد تميز بطروحاته الواضحة وجرأته في الكثير من المواقف والرؤى، وهو الذي تمكّن من أن يضع بلاده، في أعوام قليلة من عمر الدول والشعوب، في مصاف الدول ذات الحضور السياسي والاقتصادي اللافت على مستوى العالم.

وحمل الراحل الملك عبد الله شعار "دبلوماسية التنمية"، واستطاع بحنكته وحكمته أن يجعل من هذا الشعار واقعًا ملموسًا لخدمة اقتصاد البلاد وتحقيق التنمية في الداخل، إذ استكمل في عامه الأول من توليه مقاليد الحكم في البلاد ما بدأه منذ أعوام، عندما كان وليًا للعهد، من خلال استثمار علاقات بلاده بالدول الأخرى في مجال تبادل المصالح الاقتصادية، وعقد شراكات، وتوقيع اتفاقات اقتصادية مع الشرق والغرب.


وفتح في جولاته العالمية، أمام قادة الدول وفعاليتها السياسية ملفات دولية حساسة، لاسيما في شأن قضايا الشرق الأوسط، وما يجري في أرض العراق وفلسطين. كما تحركت الدبلوماسية السعودية لاحتواء الأزمة التي تفجرت في لبنان.

وتميز الملك عبد الله بصراحته ورغبته في تعزيز العلاقات العربية -العربية، وإصلاح البيت العربي، كما عمل على محاربة التطرف، الذي كانت بلاده إحدى ضحاياه، وكان يدعو دائمًا إلى الوسطية في الدين والابتعاد عن جميع أنواع التطرف والغلو.

وحقق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية.

وكان للملك عبد الله بن عبد العزيز، دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر، وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. كما تمكن بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي، سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا، وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قويًا للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.

وفي إطار تصدي المملكة العربية السعودية لظاهرة الإرهاب، ومواجهة خطاب التطرف بخطاب الاعتدال والتسامح، رعى الملك عبد الله بن عبد العزيز وقائع افتتاح المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي نظمته المملكة العربية السعودية، ممثلة بوزارة الخارجية في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض، من 5 إلى 8 شباط/ فبراير 2005، وقد دعا في المؤتمر إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب، يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال، والهدف من ذلك تبادل وتمرير المعلومات بصورة فورية، تتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها قبل وقوعها.

وعلى صعيد السياسة الخارجية حرص على اتخاذ المواقف الإيجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي ورخاء العالم أجمع، ورفاهية الإنسان في جميع أنحاء العالم، كما حرص على دعم التعاون بين الأشقاء العرب والدول الصديقة في العالم. وجاءت زياراته الكثيرة للدول العربية والإسلامية والصديقة، لتشكل رافدًا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة، وحرصها على السلام والأمن الدوليين. وأجرى محادثات مطولة مع القادة والمسؤولين في هذه الدول، استهدفت وحدة الأمة العربية وحل الخلافات، إضافة إلى دعم علاقات المملكة مع الدول الشقيقة. وكانت زيارات ناجحة انعكست نتائجها إيجابًا على مسيرة التضامن العربي، والأمن والسلام الدوليين. كما تصدرت قضايا الاقتصاد والتعاون التنموي مواضيع زياراته، وفتحت آفاقًا جديدة ورحبة من التعاون بين المملكة وتلك الدول.

ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، "أياد بيضاء" ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث استمر على نهج والده الملك عبد العزيز في دعم القضية سياسيًا وماديًا ومعنويًا، بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني إلى العودة إلى أرضه، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وتبني قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل.

وفي هذا الإطار قدم الراحل، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تصورًا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ، عرف باسم مشروع الأمير عبد الله بن عبد العزيز، قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، وقد لاقت هذه المقترحات قبولاً عربيًا ودوليًا، وتبنتها تلك القمة. كما اقترح في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2000، إنشاء صندوق يحمل اسم "انتفاضة القدس"، برأسمال قدره مليار دولار، ويخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة. وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم "صندوق الأقصى" يخصص له 800 مليون دولار، لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس، والحيلولة دون طمسها، وأعلن عن إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين.

وتبنى الملك مبادرات لإصلاح الأوضاع في فلسطين ولبنان والعراق والصومال والسودان وتشاد، انطلاقًا من عروبته وإسلاميته، كما نجح في رأب صدع العلاقات بين الدول أو داخل العناصر المتنازعة في الدولة الواحدة.

وعلى المستوى العربي نجح الملك عبد الله في إعادة اللحمة إلى العلاقات العربية، عندما شدد أمام القادة العرب في مؤتمر القمة الذي عقد في الكويت، 19 كانون الثاني/ يناير من عام 2009، وأعلن فيه عن تبرع بلاده بمليار دولار لإعادة إعمار غزة، على ضرورة تجاوز مرحلة الخلاف، وفتح باب الأخوة العربية والوحدة لكل العرب دون استثناء أو تحفظ، ومواجهة المستقبل ونبذ الخلافات، مؤسسًا بذلك مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك، تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

ومثل الموقف السعودي من الأزمة اليمنية، امتدادًا إيجابيًا متطورًا لإرث تاريخي كبير من التعاون والشراكة والتكامل في معالجة إشكالات وأزمات مصيرية تهم البلدين والشعبين الشقيقين.

ويعبّر دور المملكة، في الوقت ذاته، عن واقعية سياسية شفافة في التعاطي مع إشكالات المنطقة، بدبلوماسية استباقية تجسد بوضوح مواقف المملكة والتزاماتها الثابتة في الدفاع القوي عن مصالح الأمة الإقليمية والقومية، وتجاوز واقع التمزق والضعف العربي الراهن وعجزه الكلي عن صياغة رؤية وموقف موحد للتعاطي مع التحديات والمخاطر المعاصرة والمستقبلية، المتمثلة في المشاريع والتطلعات التوسعية الغربية والإيرانية والإسرائيلية، ومساعيها الرامية إلى استثمار حالة عدم الاستقرار والاضطرابات التي تهدد المنطقة العربية، بهدف إحداث المزيد من الضعف والتخلف وتمزيق الكيانات القائمة.

وساندت المملكة، في عهد الملك الراحل خادم الحرمين الشريفين، شقيقتها البحرين، في أزمتها الداخلية بعد أن حاولت إيران زعزعت الأمن الداخلي للبحرين بتمويل المتمردين. وجاء الدعم السعودي ضمن بند التعاون الأمني بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبطلب من الملك البحريني.

وعلى المستوى الإقليمي والدولي ضاعفت الدبلوماسية السعودية جهودها على الساحتين عبر انتهاج أسلوب الحوار والتشاور، وتغليب صوت العقل والحكمة لدرء التهديدات والأخطار، وتجنب الصراعات المدمرة، وحل المشاكل بالطرق السلمية. كما طرح الملك مبادرات استحق معها أن يسجل اسمه الأفضلية والأسبقية فيها، ولعل أبرزها منحه جائزة البطل العالمي لمكافحة الجوع لعام 2009م في احتفال كبير أقيم في مدينة دافوس السويسرية بمشاركة عدد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية والشركات الكبرى.

وإذ استطاع الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يحقق توازنًا بين الداخل والخارج، فيمكن القول إن الملك عبد الله أصبح القائد المدافع عن قضايا الأمة، كما نجح بحكمته في أن يخرج علاقات بلاده والأمة العربية مع الدول الكبرى من الاختبارات الصعبة التي وضعتها أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر من عام 2001، كما نجح في القضاء على الفئة الضالة داخل بلاده، وأطلق في عاصمته مبادرة عالمية لمكافحة "الإرهاب". ولاحق فلول تنظيم "القاعدة" داخل الجزيرة العربية بهدف القضاء على هذا التنظيم مع دول العالم الأخرى التي هي الأخرى اكتوت بناره.

ولسيرته السياسية المتميزة  صنفته مجلة "فوربس"، العام 2011، سادس أقوى الشخصيات تأثيرًا في العالم، للمرة الثالثة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين تاريخ من السلام الإنسانيّ الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين تاريخ من السلام الإنسانيّ



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 01:02 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر
المغرب اليوم - زامير يقدّر أن السيطرة على غزة ستستغرق ستة أشهر

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib