الأطراف الصناعية سهلة التركيب تمنح الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة
آخر تحديث GMT 19:46:21
المغرب اليوم -

الأطراف الصناعية سهلة التركيب تمنح الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الأطراف الصناعية سهلة التركيب تمنح الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة

خدمة الإسعاف في غزة تنقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي
غزة ـ المغرب اليوم

كان ضياء العديني، 15 عامًا، مصورًا شابًا متحمسًا قبل أن يفقد يديه في غارة إسرائيلية في أغسطس/آب.

يقف الشاب رزق طافش، مستندا إلى قضيبين حديديين متوازيين، أقيما في عيادة متنقلة في رفح جنوب قطاع غزة، بينما يحاول أن يخطو أولى خطواته بعد أربعة أشهر من الإصابة.

وتحدث رزق إلينا مبتسما قائلا، "كنت أشعر في السابق بالحزن واليأس. الآن أشعر بالسعادة والحرية".

ويعد رزق من أوائل الجرحى الفلسطينيين، المقدر عددهم بالآلاف، الذين يتوجب حصولهم على أطراف صناعية جديدة من أطباء أردنيين باستخدام أحدث التقنيات البريطانية.

نزح إلى رفح، وأصيب بنيران دبابة إسرائيلية أثناء خروجه من صلاة الجمعة في يونيو/حزيران الماضي. وبعد بتر ساقه، لم يعد قادرا على العمل حدادا مرة أخرى وشعر باليأس.
إسعاف في غزة
في غزة، مسعف ينقل جثة امرأة للمستشفى دون أن يعلم أنها أمه
المغازي
الأمم المتحدة: الحرب في غزة تشهد "أحلك لحظاتها" في شمال القطاع
التعليق على الصورة،رزق طافش هو أحد أوائل سكان غزة الذين حصلوا على أطراف صناعية جديدة من أطباء أردنيين باستخدام تكنولوجيا بريطانية


بعد تحليل بيانات الطوارئ الطبية، قدرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، عدد الجرحى بنحو 94 ألف شخص على الأقل. كما أصيب أكثر من 24 ألف شخص، واحد من كل مائة شخص في غزة، بإصابات غيرت حياتهم. وتشمل هذه الإصابات حروقا خطيرة، وصدمات في الرأس والعمود الفقري، وبتر الأطراف.

يأتي هذا فيما أصبح من المستحيل تقريبا مغادرة غزة لتلقي العلاج الطبي، وفي الداخل يعمل 16 مستشفىً فقط من أصل 36 مستشفىً كانت موجودة قبل الحرب. كما تعطلت خدمات إعادة تأهيل المصابين بشكل كبير. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه يمكن توفير 12 بالمئة فقط من المعدات اللازمة للمصابين، مثل الكراسي المتحركة والعكازات.

يعتمد برنامج التأهيل الأردني على أطراف صناعية من تطوير شركتين بريطانيتين هما كوالا وأمبارو. وتتميز هذه الأطراف بسهولة تركيبها وتقنية تشكيل مباشرة جديدة للأطراف السفلية، مما يجنبنا شهورا من الانتظار والتركيبات المتعددة.

ويوضح الطبيب العسكري الأردني الملازم عبد الله الحمايدة، الذي استخدم مهارته لتوفير ساقا بديلة لرزق، أن هذا "نوعا جديدا" من الأطراف الصناعية، وميزته الرئيسية هي سرعة التصنيع، وهذا يعني أنه سيكون جاهزا للمريض خلال ساعة أو ساعتين فقط".

وقد ساعد فريقه الطبي الأردني بالفعل عشرات من مبتوري الأطراف. وتبلغ تكلفة كل طرف اصطناعي نحو 1400 دولار أمريكي، بتمويل من الدولة الأردنية ومؤسسة خيرية محلية.

يتم تسجيل كل عملية تركيب رقميا مما يسمح بمراقبتها عن بعد وإجراءات المتابعة.

وهناك خطة لنقل وحدتين متنقلتين أردنيتين لتركيب الأطراف الصناعية إلى مكان آخر، إذا كان الوضع آمنا بدرجة كافية، حيث هناك حاجة هائلة للأطراف الاصطناعية في جميع أنحاء غزة لمصابين من جميع الفئات العمرية.

الشقيقتان حنان ومسك فقدتا والدتهما وأطرافهما أيضا
التعليق على الصورة،الأختان حنان (3 سنوات) ومسك (18 شهرًا) أصيبتا بجروح خطيرة في غارة جوية إسرائيلية في سبتمبر/أيلول
في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، توجد الشقيقتان حنان ومسك الدقي، وهما صغيرتان للغاية لدرجة استخدام كرسي متحرك واحد، فقدت الشقيقتان والدتهما وكذلك ساقيهما في غارة جوية إسرائيلية على منزلهما في دير البلح، الشهر الماضي.

كانت مسك، التي تبلغ من العمر 18 شهرا، قد تعلمت المشي للتو، وهي الآن تكافح للوقوف على قدمها السليمة المتبقية. بينما تعاني شقيقتها الكبرى حنان، ثلاث سنوات، من إصابات أكثر خطورة، وفقدت ساقيها بعد إصابتها خارج شقة عائلتها في الطابق الأول.

وتقول خالتهما شيفا: "نحاول تشتيت انتباهها (حنان)، لكنها تعود دائما للسؤال عن أمها، ثم تسألني: أين ساقاي؟ لا أعرف ماذا أقول لها".

سألت الجيش الإسرائيلي عن سبب استهداف عائلة الطفلتين ولكن لم أتلق أي رد.

ويعتقد السكان المحليون أن والد الفتيات، كان يعمل شرطيا ولا يزال يرقد في العناية المركزة، ربما كان هو المستهدف. وقد هاجمت إسرائيل العديد من الأشخاص الذين يعملون لصالح قوات الأمن في غزة التي تحكمها حركة حماس.

ضياء يوجه أخته لتلتقط الصور التي يريدها
التعليق على الصورة،ضياء يوجه أخته لتلتقط الصور التي يريدها بعد أن فقد ذراعيه
ومع استمرار تحليق طائرات بدون طيار إسرائيلية فوق المنطقة، ظل الفتى ضياء العديني، 15 عاما، يراقب الدمار الذي لحق بمنزله في دير البلح. ويضع حول عنقه دائما أغلى ممتلكاته التي اشتراها بمدخراته التي جمعها على مدار أشهر إنها "كاميرا تصوير رقمية".

لكنه الأن لا يستطيع استخدام هذه الكاميرا بعد أن فقد ذراعيه.

بدأت مأساة ضياء بينما كان يلعب ألعاب كمبيوتر في مقهى، في أغسطس/آب الماضي، لكن إسرائيل قصفت المقهى وضياء بداخله.

ويتذكر ضياء ما حدث قائلا، "كانت سرعة الصاروخ أكبر من القيام بأي رد فعل، وبعد أن ضرب الصاروخ الأرض، فقدت الوعي لبضع ثوان".

ويقول ضياء، "عندما استعدت وعيي، كان كل شيء أبيض اللون. شعرت وكأنني أشاهد فيلما. حاولت النهوض، لكنني لم أستطع التحرك على الإطلاق؛ لم يكن لدي أي يدين لمساعدتي".

كان الفتى الفلسطيني يحب السباحة والمشي مع كلابه، وكان يقوم بالمهمات على دراجته ويصور المناظر الطبيعية. والآن يعتمد على أخته الكبرى آية لالتقاط الصور له. لكنه عازم على أن يكون إيجابيا.

ويضيف، "أحاول التخطيط لمستقبل جيد حتى أستطيع بعد تركيب الأطراف الصناعية أن أعمل بجد وأتفوق لأصبح مصورا مشهورا..أحتاج إلى أطرافي لأعود إلى التصوير الفوتوغرافي، وإلى كل ما أحبه".

رزق طافش
التعليق على الصورة،رزق طافش يخطو أولى خطواته مستعينا بقدم صناعية حصل عليها في الأردن
أثناء سيره على الطريق غير المستوي إلى المخيم الذي أصبح الآن موطنه، حصل رزق طافش على عكازات لمساعدته على التكيف مع ساقه الاصطناعية الجديدة.

وتحدث رزق لصحفي محلي يعمل لصالح بي بي سي في غزة، قائلا، "أريد أن أنسى الفترة التي كنت فيها بدون ساقي وأبدأ من جديد. ما زلت أعتبر نفسي شخصا كاملا بدون نقص".

وأضاف: "أستطيع العودة إلى وظيفتي أو الحصول على وظيفة أخرى الآن بعد أن حصلت على الطرف الجديد. إن استعادة ساقي تعني أيضا استعادة ابتسامتي التي أرغب في مشاركتها مع الجميع."

ولكن عندما يصل إلى أسرته تختلط دموع الفرح بالابتسامات. وتشعر والدة رزق بشيء من العزاء عندما يتقدم نحوها دون أي مساعدة لاحتضانها، وتشكر زوجته الله بينما يقف هو حاملاً طفلهما الصغير.

رزق هو مجرد واحد من بين العديد من الأشخاص في غزة الذين يتعلمون كيفية التعامل مع إعاقة خطيرة جديدة، لكنه اتخذ خطوة نحو استعادة حياته.

قد يهمك أيضا:

"صحة غزة"تعلن 60 شهيدا و110 مصابين بغزة خلال آخر 24 ساعة

صحة غزة تُعلن ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 31 ألفاً و553 قتيلاً

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطراف الصناعية سهلة التركيب تمنح الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة الأطراف الصناعية سهلة التركيب تمنح الأمل لآلاف مبتوري الأطراف في غزة



منى زكي تتألق بالأحمر والأسود في أمسية فخمة جمعت النجمات في دبي

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:43 2025 الإثنين ,06 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة القفاز تفرض حضورها في إطلالات النجمات
المغرب اليوم - صيحة القفاز تفرض حضورها في إطلالات النجمات

GMT 17:24 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

جيل زد تعلق احتجاجاتها بشكل مؤقت
المغرب اليوم - جيل زد تعلق احتجاجاتها بشكل مؤقت

GMT 17:17 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

سعد لمجرد يوجه رسالة مؤثرة إلى فضل شاكر بعد تسليمه نفسه
المغرب اليوم - سعد لمجرد يوجه رسالة مؤثرة إلى فضل شاكر بعد تسليمه نفسه

GMT 16:56 2025 الثلاثاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غريتا تونبرغ ترد على ترمب بعد سخريته من حالتها النفسية
المغرب اليوم - غريتا تونبرغ ترد على ترمب بعد سخريته من حالتها النفسية

GMT 15:57 2025 الإثنين ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الذكاء الاصطناعي يغير عالم الرسوم المتحركه
المغرب اليوم - الذكاء الاصطناعي يغير عالم الرسوم المتحركه

GMT 09:58 2025 الخميس ,02 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح بين قمة تشيلسي ومجد المونديال مع الفراعنة

GMT 02:44 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تشيلسي يهزم بنفيكا ويُفسد عودة مورينيو إلى ستامفورد بريدج

GMT 03:16 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تألق مبابي يقود الريال لفوز ساحق خارج ملعبه

GMT 03:00 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

غريزمان يبلغ الهدف 200 ويقود أتلتيكو لفوز كبير على فرانكفورت

GMT 02:53 2025 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يخسر أمام غالطة سراي في دوري الأبطال

GMT 16:36 2025 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

فان دايك يشيد بالطريقة الهجومية لسلوت في ليفربول

GMT 08:45 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

عمرو دياب يطرح كليب "القاهرة" الاثنين

GMT 17:45 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

عطور فخمة للخريف بخلاصة الأزهار

GMT 15:38 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب على مقاهي الشيشا فى بني ملال و حجز 206 نرجيلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib