مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين
آخر تحديث GMT 09:33:50
المغرب اليوم -

أصبح الطريق إلى الموت يمر منها بعد شلل تام فيها

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

وزير الصحة المغربي الحسين الوردي
بوعرفة - إدريس الخولاني

 يعتبر المستشفى الإقليمي الحسن الثاني  بمدينة بوعرفة  بجهة الشرق المغربي من أهم وأبرز المستشفيات في اقليم فجيج. و"المغرب اليوم" ترصد الاختلالات و الاعطاب و تتكتشف مكامن الخلل في هذا الربورطاج .

لقد تأسس هذا المستشفى في أواخر السبيعينيات من القرن الماضي، وتم افتتاحه رسمياً في اواخر الثمانينات ، يحتوي على عدة أقسام، المهم منها غير مجهز ( غرفة الانعاش) ، ويعتبر من ضمن  المستشفيات النظيفة في المغرب، محيطه الداخلي مشجر كمتنفس للمرضى والنزلاء، يستقبل المرضى والمصابون من الاقليم وفي بعض الاحيان من خارجه.

فكان قبلة  الجميع  للتداوي  لسمعته الطيبة وما  يقدمه من خدمات ورعاية صحية للمرضى، رغم عدم توفره على الأجهزة الطبية، وهذا بفضل الدور الإيجابي الذي كان يقوم به طاقم بسيط من الممرضين الذين كانوا يسعون جاهدين في التخفيف من معاناة وآلام المرضى، (مقارنة مع مستشفيات اخرى).. وهذه شهادة من المواطنين في حق هؤلاء جنود الخفاء، الذين  منهم من تقاعد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، مما أكسب هذا المستشفى رصيد جيد من سمعة طيبة، يعمل به حاليا بعض الدكاترة وطاقم من الممرضين وموظفين وفنيون و عمال خدمات .

غير أن هذا الصرح الطبي ومنذ البداية حتى الان أي لأكثر من عقدين ونصف و هو يعاني من تجاهل الجهات المختصة في توفير المستلزمات الضرورية و التجهيزات اللوجيستيكية ، فمنذ البداية و المعاناة ترافقه وتلاحقه فهو لم يتم افتتاحه الا بعد شق الانفس بعد فترة طويلة من اكتمال الاعمال به، وعند افتتاحه اصطدم بواقع مرير، فوجد نفسه مستشفى يعاني من انعدام كل الاشياء الطبية الضرورية المكملة الواحدة للأخرى: اقسام غير مجهزة و أجهزة طبية غير متوفرة و أطر طبية متخصصة غائبة أو ترفض الالتحاق ، فإذا توفرت الاجهزة بغرفة العمليات غاب الجرّاح، واذا حضرت الاطر الطبية انعدمت الاجهزة الطبية، وفي بعض الاحيان يخلو منهما الاثنين ليبقى به سوى الممرضين و المرضى، ورغم ذلك ظل يقدم الخدمات الطبية للمرضى والمصابون لأبناء المنطقة .

وكما يلاحظ فقد توفر أخيرا بالمستشفى وان جاء متأخرا، شيء لم يكن موجود من قبل : جهاز (السكانير) ليظل هو الاخرغالبا  دون تشغيل اما لغياب التقني عنه او لنقصان هذا الاخير الدراية والتأهيل كما يقال.

وفي ظل هذا النزيف الحاد الذي عانى منه المستشفى في عدم توفره على الاطر الطبية المختصة لعدة سنوات، و لسد هذه الفجوة وفي سنوات التسعينيات من القرن الماضي أبرمت وزارة الصحة عقد مع دولة الصين لتلتحق بعد ذلك بالمستشفى بعثة طبية مكونة من اطر طبية، قدمت خدمات جليلة لسكان المنطقة  لسنوات الى ان تم انتهاء عقدها  وتم تسريحها ليعود المستشفى الى سيرته الاولى.

وبالنسبة لغرفة الانعاش اوما يطلق عليها غرفة العناية المركزة التي تعد العمود الفقري لكل مستشفى وبدونها يعتبر مستشفى مشلولا، اذ لا يمكن للطب العاجل التدخل لتأدية خدماته بانعدامها.

وفي غياب هذه الغرفة فما أن يصل مريض أو مصاب إلى المستشفى حتى يتم تحويله الى مستشفيات أخرى في وجدة . للأسف فقد أصبح مستشفى بوعرفة مجرد  مركز لترحيل المرضى والمصابين ، وهناك مرضى توفوا في الطريق قبل الوصول ، وهناك من توفوا عند الوصول وكم من الحوادث التي حدثت في الطريق تعرضت لها سيارات الاسعاف وذهب ضحيتها المرضى والسائقون ، فلا نستعجب أن الطريق إلى الموت يمر من هذا المستشفى عبر طريق بوعرفة وجدة ، هي حوادث مؤلمة تتكرر باستمرار أكثر من مرة و أسبابها تبقى واحدة مما يكشف مدى الاستخفاف والتلاعب بأرواح المواطنين.

فهل يمكن لوزارة الصحة العمومية أن تضع استراتيجية تأهيل مستشفى  مدينة بوعرفة طبيا ، تقنيا بشريا و اخلاقيا و تمكين المواطن المغربي من حقه الدستوري في الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة في التشخيص و العلاج والرعاية الإنسانية ؟؟

مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة: ردائة الخدمات الصحيةو ضعف الوسائل الطبية و قلة الاطر  التمريضية و المريض يدفع تكلفة إستهثار الوزارة بالصحة العمومية

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين



GMT 23:57 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

الإفراط في فيتامين D قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم
المغرب اليوم - 39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على غزة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 19:54 2018 السبت ,17 آذار/ مارس

الحجاب: فريضة أم أيديولوجية سياسية؟

GMT 09:32 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فيفا" يوصي بمتابعة اللاعب أشرف بنشرقي في "كأس العرب"

GMT 00:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

شركة صينية تكشف عن أول طرازاتها للسيارات الطائرة

GMT 03:22 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة تحتل قمة اختيارات ديكورات المنازل في 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib