اقتصاديون يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة
آخر تحديث GMT 10:43:22
المغرب اليوم -

رسوم بوش تسببت في خسارة ما يقدر بـ 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب

اقتصاديون يتخوّفون من تحوّل "الحرب التجارية" التي تحدّث عنها ترامب إلى "نيران صديقة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اقتصاديون يتخوّفون من تحوّل

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
واشنطن - المغرب اليوم

يتخوّف الكثيرون من أن تتحوّل "الحرب التجارية" التي بدأت رائحة بارودها تشتم خلف أبواب البيت الأبيض، والتي قال عنها مطلق شرارتها المرتقبة اليوم، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنها "جيدة..ومن السهل الفوز بها"، إلى "نيران صديقة" تخلف وراءها إعاقة في مفاصل الاقتصاد الأميركي، وإن كانت في عنوانها العريض نفخة جديدة في الشعور القومي الأميركي، تظهر التجارب أن سلاح الرسوم ليس الوسيلة الأنسب لكسب معارك التنافسية والدفع بالصناعات المحلية، ولعل أبرز مثال أميركي على ذلك ما قام به جورج بوش الابن في 2002 حين قرر في محاولة بطولية سابقة "إنقاذ" صناعة الصلب الأميركية من منافسة الواردات عبر زيادة الرسوم، فكانت النتائج "كارثية" نجمت عنها خسائر فادحة أجبرت الإدارة الأميركية آنذاك على لملمة قرارها والتراجع عنه.

وأشارت تقارير، في 2003، إلى أن رسوم بوش تسببت في خسارة ما يقدر بـ 200 ألف وظيفة في قطاعات تعتمد على الصلب، أي أعلى من وظائف القطاع المراد حمايته والبالغة 187 ألف وظيفة، بحسب إحصائيات ديسمبر 2002، وأفادت تقارير اقتصادية بأن الرسوم التي يتهيأ الرئيس الحالي ترمب لفرضها بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم، ستشجع المنتجين الأميركيين على التركيز على السوق المحلية عوض العمل في مناخ تنافسي عالمي، ما قد يؤثر على جودة المنتج الأميركي.

ويبرز خطر ارتفاع تكلفة الصلب والألومنيوم على المصنعين الأميركيين المعتمدين على هذه المدخلات، وقد أوردت وكالة "بلومبرغ" القطاعات المهددة في حال تم اتخاذ خطوة الرسوم المرهقة على الموردين.

وستتلقى شركات الإنشاءات الضربة الأعنف إذ قد تتأثر بنسبة 40%، تليها شركات صناعة السيارات بـ26%، وشركات الطاقة وصناع المعدات والتجهيزات بـ10%، ثم الصناعات الدفاعية والعسكرية بـ3% إلى جانب قطاعات أخرى، وستخلق الرسوم الجديدة قفزة في تكلفة مشاريع الإنشاء في أميركا، ما سيلقي بظلاله على نمو قطاعي العقار والتجارة في سائر الولايات، وعلى الضفة المقابلة، يبرز المصدرون الأميركيون الذين ستطالهم أيضاً "نيران ترمب الصديقة"، حيث تعتمد العديد من المنتجات الأميركية على الصلب والألومنيوم كالطائرات والسيارات والآلات الصناعية والكهربائية، وعلى الرغم من أن معظم المدخلات المستخدمة أميركية الصنع بنسبة 70%، ستفتح الرسوم التي ستفرض الباب أمام الموردين المحليين لرفع الأسعار على شركات ضخمة مثل بوينغ وجنرال موتورز و Whirlpool، كما أنها ستضع المصدرين منهم في منافسة غير عادلة في الأسواق العالمية، بالتالي تبدو جهود ترمب لحماية صناعة الصلب الأميركية، في طريقها للتسبب بتوجيه ضربة ارتدادية للعديد من الشركات في قطاعات صناعية أخرى، وهو ما يتعارض مع وعود الرئيس الأميركي بتعزيز تنافسية الصناعات الأميركية و"إعادة المجد" إليها عالمياً.

وفي الحروب التجارية تبادل للنيران، فحتى قبل إطلاق رصاصتها الأولى، استبق بيير موسكوفيتشي مفوض الشؤون المالية الأوروبي الحدث قائلاً إن أوروبا تريد تجنب حرب تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة، لكن "لدينا ترسانة كاملة تحت تصرفنا للرد بها"، وأوضح أن الإجراءات المضادة ستشمل رسوماً أوروبية على صادرات الولايات المتحدة من البرتقال والتبغ، وهي سلع قال إنها تنتج بدرجة كبيرة في الدوائر الانتخابية المؤيدة للحزب الجمهوري المنتمي ترمب إليه، وكان الاتحاد الأوروبي قد لوح أيضاً بفرض ضريبة بنسبة 25% على واردات الصلب الأميركي، بالإضافة إلى بعض الواردات من السيارات والملابس الأميركية.

ويرى خبراء أن الأجدى بالإدارة الأميركية العمل على دعم الصادرات عوض فرض رسوم مرهقة ستضر بالشركات الأميركية، موضحين أن ضعف النمو في إنتاج الصلب الأميركي لا يرجع إلى منافسة الواردات الأرخص، بل إلى ضعف نمو السوق الأميركية، فحالياً لا تشكل الصادرات الأميركية من الصلب سوى 2% من إجمالي الصادرات العالمية، مقابل استحواذ الإنتاج الصيني على 24%، وقد يكون بيع مزيد من الصلب والألومنيوم الأميركيين في الأسواق الخارجية، أفضل بكثير من محاولة مثيرة للمخاوف، لاستعادة قطعة من الكعكة.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتصاديون يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة اقتصاديون يتخوّفون من تحوّل الحرب التجارية التي تحدّث عنها ترامب إلى نيران صديقة



وفاء الكيلاني وتيم حسن يخطفان الأنظار في "الموريكس دور" وأناقة لافتة للثنائيات

بيروت - المغرب اليوم

GMT 22:04 2025 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل
المغرب اليوم - نظام غذائي يكشف أسراره في التخفيف من التهاب المفاصل

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 16:40 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تراجع قياسي جديد للروبل إزاء الدولار واليورو الجمعة

GMT 20:01 2017 الثلاثاء ,20 حزيران / يونيو

الإسباني خوان كارلوس غاريدو مدربا لنادي الرجاء

GMT 14:05 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

أهم و أبرز اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 04:31 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إنجذاب الشباب إلى موضة تامر حسني البسيطة

GMT 16:50 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس إدارة نادي الرجاء البيضاوي يهاجم سعيد حسبان

GMT 23:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

4 نجمات خارج المنافسة في رمضان 2025 أبرزهم نيللي كريم ويسرا

GMT 10:39 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

حيل سريعة لارتداء الجينز بطرق أنيقة للحصول على مظهر أنيق

GMT 19:01 2023 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

سجال أنغام و أفيخاي أدرعي يحظى بتفاعل لافت في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib