المسرح الرحال في المغرب متعة للفقراء‏
آخر تحديث GMT 23:49:40
المغرب اليوم -
رابطة الدوري الإسباني تطالب العراق بمواجهة قرصنة المباريات وتيباس يوجه تحذيرا سيرغي لافروف يحدد شروط روسيا للوصول لاتفاق سلام مع أوكرانيا مقتل اثنين وإصابة 35 أخرين في غارات إسرائيلية على العاصمة صنعاء الإغاثة الطبية بغزة يؤكد أن الاحتلال يواصل ارتكاب مجازر في جباليا والزيتون والصبرة وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية لـ 289 شهيداً بينهم 115 طفلا ً منظمة الصحة العالمية تعلن إطلاق جيش الإحتلال الإسرائيلي سراح أحد موظفيها في غزة أرسنال يعلن التعاقد مع إيبيريتشي إيزي نجم كريستال بالاس في صفقة ضخمة تصل إلى 68 مليون جنيه إسترليني الرئيس السيسي يبعث رسالة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز لتعزيز العلاقات بين البلدين الأميركي إيلون ماسك يعلن إتاحة كود نموذج الذكاء الاصطناعي Grok 2.5 بشكل مفتوح المصدر إحتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس أمام منازل وزراء للمطالبة بصفقة تبادل وإنهاء الحرب
أخر الأخبار

يقدم عروضًا عدة ويشاهده مختلف الأعمار

"المسرح الرحال" في المغرب متعة للفقراء‏

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"المسرح الرحال" في المغرب
الرباط  ـ بوعمرو العسراوي

الرباط  ـ بوعمرو العسراوي ينتشر"المسرح الرحال" أو "المتنقل" بين سكان الأحياء الفقيرة في ضواحي المدن المغربية، فيساعدهم في نسيان معاناة وضعهم الاجتماعي فهو يعد تجربة فنية غنية ذات بعد اجتماعي عميق. تنتاب فرحة عارمة لطفل يلعب بحبيبات رمل على شاطئ البحر، يعثر على "صدفة" جميلة رمى بها الموج إلى الشاطئ، فيأخذها فرحا بين يديه و يسرع الخطوات تجاه والديه ليريهما ما عثر عليه، دون أن يدري ما هي حقيقته، فقط هو شيء أخذ ببصره وفجر فرحا ومتعة في داخله، هكذا يمكن وصف مشاعر الأطفال والراشدين الذين يحضرون عروض المسرح الرحال في ضواحي المدن الهامشية في المغرب، أمثال عمر وعلي وفاطمة.
بدا عمر وعلي وفاطمة، وهي أسماء مستعارة، وهم يغادرون الساحة المتربة الممتدة في حجم ملعب لكرة القدم، بعد انتهاء أحد العروض  الفنية التي قدمتها فرقة المسرح الرحال وسط حيهم السكني الفقير، سيدي الطيبي بضواحي مدينة القنيطرة، يجدوا صعوبة في شرح سبب فرحهم، ولكنهم أكدوا أنهم شاهدوا أشياء جميلة وتمنوا أن تعود إليهم في وقت قريب، وهم يستعجلون خطوات العودة إلى البيت.
جمهور من مختلف الأعمار من الجنسين يقف خلف حواجز حديدية في شكل حلقة، أطفال يجلسون في مقدمة الحزام البشري الدائري زوال يوم أحد، الشمس المائلة في اتجاه المغيب تضرب بأشعتها المتخافتة تدريجيا مباشرة في وجوه الممثلين، الكل مشدود إلى "ساحة اللعب"، ينطلق "عرض الفرجة" رقص و ألعاب بهلوانية، ألعاب سيرك وموسيقى ونفخ في النار، مشاهد ولوحات في ألوان متعددة في انسياب يأخذ العين والحواس، ممثلون يحملون أقنعة، يرتدون ملابس وإكسسوارات غريبة عن أذهان المشاهدين، وكراكيز بأسماء تشخص أدوارا مختلفة، لأناس في الحياة اليومية، فتفجر ضحكات وتعاطف وتفاعل في الحلقة، شخصية الشرطي المرتشي وعامل الصرف الصحي، الفتاة التي ترغب في الهجرة غير الشرعية، خادمة البيوت وطالبة الجامعة المغلوبة على أمرها.
في المشهد الأخير تنتصب حلبة للملاكمة فوق الخشبة بأعمدة وخيوط، في مبارزة بين امرأة ورجل، المواجهة حماسية وفيها ندية، في الجولة الأخيرة تتمكن المرأة من الانتصار على الرجل بضربة قاضية، تتعالى تصفيقات الجمهور في الحلقة، وفي الجهة الأخرى أصوات عدم رضا واحتجاج، بيد أن الروح الرياضية كانت هي السائدة.
ونقل مدير فرقة " المسرح الرحال" محمد الحسوني تجربة ألمانية إلى المغرب على نهج الثنائي "مارغريت بييري" و"دافيد جونستون"، فيعمل هو وزوجته، صوفيا البوخاري، على استنبات تجربة فنية مشابهة في المغرب، ضمن فرقة "تون أونت كيرشن"، في بلدة غلينداو في ضواحي مدينة بوتسدام بولاية براندنبورغ في شرق ألمانيا.
قضى الحسوني، المنحدر من أسرة بسيطة بمدينة سلا على ضفة وادي أبي رقراق، ما يزيد عن عقد من الزمن كممثل، بعد أن هاجر إلى أوروبا وهو ابن الثامنة عشرة، تجربة قادته في جولات عالمية في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولعب أدوارا ما تزال راسخة في ذاكرته مثل "دور مفيستو" في "مسرحية فاوست" لفولفانغ يوهان فون غوته، و دوره في مسرحية "حديقة الكرز"  لأنطون تشيخوف، قبل أن يقرر العودة من أجل الاستقرار في بلده المغرب وتأسيس تجربة فنية خاصة به.
وقال محمد الحسوني في مقابلة مع دي دبليو " انطلقنا في البداية بصنع الأقنعة والكراكيز في المسرح والتشكيل لفائدة شباب في أحياء فقيرة في مدينة سلا، وبعدها خرجنا بالفكرة إلى الفضاء العام،بيد أن البداية في منتصف التسعينات لم تكن سهلة ".
وأضاف " اليوم يعمل بالفرقة 21 من الشباب ذكورا وإناثا، زوجته تشارك في التمثيل وتصنع الأقنعة، شكل العروض يروق كثيرا لفئة الشباب"
تجربة فرقة "المسرح الرحال" في المغرب سرعان ما وجدت تجاوبا متزايدا لدى فئات اجتماعية واسعة، بخاصة الشباب منهم، بالنظر للمواضيع التي تطرحها، والشكل الذي تقدم به الفرجة الفنية.
وقال أحمد(23 سنة) الذي شهد أحد عروض الفرقة " شكل اللوحات ممتع وجميل والمشاهد الفنية تمنح المتفرج كثيرا من السفر والحلم"
أما فاطمة التي حضرت عرض الفرقة الأخير، فهي تعترف أن هذه الأشياء تشاهدها لأول مرة بهذا الشكل واللون، مضيفة "أكثر ما أعجبني مشهد انتصار المرأة على الرجل في مباراة الملاكمة، و" المرأة هي أيضا قوية وتغلب الرجل".
و قال الناقد هشام عبقري، في حديث مع دي دبليو عن الإضافة التي تقدمها التجربة للحقل الثقافي " تجربة المسرح الرحال تتجاوز الخصائص في البنى الثقافية الرسمية للدولة لتقريب الفرجة من الناس الذين ليست لهم إمكانية الولوج إلى الثقافة في هذه المؤسسات".
وأضاف أن " التجربة جديدة في الشكل لكنها قديمة في التصور"، في إحالة منه على أشكال عرض عتيقة عرفها المغرب مثل فن "الحلقة" و" لبساط"، ويعتبر عبقري أن القيمة المضافة فيها تتجلى في أنها " تسهم في عودة الناس إلى الفضاء العام وتملكه، وهي بذلك تشكل "حلقة مهمة في الاندماج داخل المجتمع"، كما يقول العبقري.
 فيما يرى متتبع آخر تحدث عن التجربة قائلا " الإضافة تتجلى في تنويع العروض، من خلال توجه آخر للمسرح يعتمد تكسير التقليدي والنمطي والمألوف، وهو بهذا يعتبرها "قيمة تحقق فرجة مغربية بأبعاد إنسانية عالمية".

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح الرحال في المغرب متعة للفقراء‏ المسرح الرحال في المغرب متعة للفقراء‏



نوال الزغبي تتألق بصيحات الموضة الحديثة

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:50 2025 الأحد ,24 آب / أغسطس

إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة
المغرب اليوم - إطلالات دينا الشربيني تلهم عشاق الموضة

GMT 09:10 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 06 أغسطس /آب 2025

GMT 05:20 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستينا ميليان تتخلى عن الملابس الرسمية وترتدي الجينز

GMT 13:12 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

26 % نموًا بحركة المسافرين عبر مطار دبي ورلد سنترال

GMT 01:25 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

عاصفة رعدية وأمطار فيضانية تُغرق العاصمة دمشق

GMT 16:58 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

استنفار في اللجنة الأولمبية المغربية بسبب إعداد الأبطال

GMT 06:41 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تغييرات في تشكيلة الرجاء ضد الدفاع الجديدي

GMT 06:14 2012 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اجعلي شعرك مناسبًا للشتاء مع "لوفا"

GMT 14:49 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حقيقة العبث بصورة هيفاء وهبي وجعلها تبدو أكبر عمرًا

GMT 16:54 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

تشكيل يوفنتوس المتوقع أمام كريمونيزي في الدوري الإيطالي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib