النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري
آخر تحديث GMT 09:53:52
المغرب اليوم -

بعد أن حصلت روايته "القوس والفراشة" على "جائزة بوكر"

النقاد يؤكدون أن رواية "العين القديمة" عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النقاد يؤكدون أن رواية

رواية "العين القديمة"
الرباط - المغرب اليوم

وقّع محمد الأشعري، الشاعر والروائي وزير الثقافة الأسبق الرئيس السابق لاتحاد كتّاب المغرب، آخر رواياته "العين القديمة" التي صدرت عن منشورات المتوسّط بإيطاليا في السنة الجارية 2019. وقدّم مجموعة من النّقّاد المغاربة لرواية الأشعري، الذي حصلت روايته "القوس والفراشة" على "جائزة بوكر" في عام 2011.

نقلة في تجربة الرواية العربية

عبد الحميد عقار، ناقد أدبي رئيس سابق لاتحاد كتّاب المغرب، قال في سياق مشاركته في لقاء تقديميّ بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط لـ"العين القديمة"، إنّ هذه رواية نَقْلَةٌ أخرى في تجربة الكتابة بالعربية في المغرب والعالم العربي، وأضاف أنّه وجد فيها "سلاسة روائية أدبية إبداعية بالغة الشَّغَف والجاذبية".

وأورد عقار أنّ "العين القديمة رواية من زمَننا عن زمننا، وبحث عن غدنا المُحتمَل الذي يريد الأشعري عبر الحكاية أن نعبُرَه وندركه في أبعاده واحتمالاته، في فترات منذ ستّينات القرن الماضي، ونعبر سبعيناتِه، وثمانيناتِه، والألفية الثالثة اليوم، وصولا إلى آنِ الكتابة، وآنِ القراءة".

وتسبح في هذه الرّواية، وِفْقَ قراءة عقَّار، شخوص كثيرة متنوِّعَة مليئة بالنّشاط، والسِّجال، والجِدال، وهي شخصيّات تبحث عن شرطِها الإنساني في الغد، وتجعل من بعضها مرايا متقابلة تتلاقى وتتصادم وتتباين غالبا، وهي شخوص روائية يراها "ممتلئة كثيفة".

ويرى النّاقد المغربي ذاته أنّ "العَين القديمة" ليست رواية سرديّة يسردها السّارد أو الشّخوص، فهي رواية تنبني أمام القارئ وهو يقرأها، أو عندما يسترجع ما قرأَه، وسمّاها "روايةً إبداعا مسرحيّا دراميّا". كما وجد عقّار فيها وجها آخر لما يحضر في جميع روايات الأشعري، من تمجيد وتمسّك بالحياة، والحقّ في الاستمتاع بها، وتمجيد لمراجعة الذّات، ولو أنّ شخصيّاتها في مرحلة الإحباط والهزيمة ومراجعَة الذّات.

عمل استثنائي

شرف الدّين ماجدولين، أستاذ جامعي ناقد، ذكر بدوره، في اللقاء التّقديمي للرواية، أنّ "العين القديمة نصّ متقَن وجذّاب بعمق معنوي آسر"، وقال: "عشتُ مع نصوص الأشعري في لحظات صدورِها، وعشت معها المدارج المعنويّة واللُّغَوية التي ارتقاها؛ وهذا نصٌّ مختلِف، وعملٌ استثنائيٌّ في مسار الكتابة الرّوائية لمحمّد الأشعري".

ووضّح ماجدولين أنّ هذه الرواية تقوم على لُعبَة شخصٍ له وجهان؛ أحدهما حقيقيٌّ والآخر افتراضي، وتقدّم الرواية منذ الجملة الأولى إيحاءات بأنّه شخصٌ واحد ثم يكتَسب ملامح، وعائلة مختلفة عن البطل الرّئيس. وأضاف أن "هذه من الروايات المغربية النّادِرَة التي تستَثمِرُ بنجاح حادثة واقعيّة، إضافة إلى قراءتها للرّاهن، انطلاقا من ذاكرة ما وقَع منذ الاستقلال إلى اليوم".

من جهته، قال عبد الفتاح الحجمري، ناقد مغربي، إنّ "العين القديمة" نصٌّ بديع، ورواية أعجبته بالحكايات الصّغيرة لشخصيّات لا تريد التخلّص من الزّمن، فتستبدل الأحلام أوهاما، بتصييرها ملحمة، وأضاف أنّ "سيرة مسعود، البطل، التي حكاها بشجاعة، كانت بديلا عمّا عاشَه من خيبات وانكسارات"، ورأى فيها مثالا على أنّ "الحياة التي نرتِّبُها بمشيئتنا لا بدّ أنّها تضحَك علينا، وتُرَتِّبُ لنا أشياء لا تخطر على بال".

مناخٌ كابوسيٌّ

في سياق تفاعله مع تدخّلات قُرّائِه، قال محمد الأشعري إنّه حاوَل ترك ظلٍّ من الشّكّ لدى القارئ، في لعِبٍ يشكّل جزءا أساسيا من القصّة ولذّة النّصّ، حتى يتساءل: هل الآخر شخصيّة حقيقية أم افتراضية؟ وهل تنتهي الحكايات أم لا تنتهي؟ ثم استدرك: "لكن مع جرّاحين ماهِرين مثل النّقّاد الحاضرين، لا يبقى سرّ بين الرواية والقارئ".

ووضّح الأشعري أنّه مُهتَمٌّ كثيرا بالازدواجية الموجودة في شخصيّتنا المغربية، التي سمّاها "رياضتنا الأولى"، ثمّ عدّد تقابلات يعيشها المغاربة يوميّا، بين "المتدَيِّن والمتمرّد، والوَرِعِ والفاجر، والنّظيفِ والوَسِخ، والمحافِظِ واليساري التقدّمي..."، وأضاف: "هذه الازدواجية الخطيرة تلغِّمُ حياتَنا ومصائرنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، متعجّبا من ضمّ الشّخص الواحد هذه الازدواجيات في نفسه.

ويرى وزير الثّقافة الأسبق أنّ النّظام السياسي أكبر تعبير عن هذه الازدواجية السّاكنة والصّادمة بالمغرب، قبل أن يتحدّث عن رياضة وطنية أخرى هي "الوقوف في منتصف الطّريق"، بعد خلق الحماس، والكلام، والخطاب، ثم تركه والانسحاب إلى شيء آخر.

وأعطى الأشعري مثالا على هذه "الرياضة الوطنية" بـ"الانتقال الديمقراطي الذي نعيشُه للأبد، ولن يتمّ"، وأضاف مستنكرا: "انتقل النّاس من منازل إلى منازل، ومن مدن إلى مدن، والديمقراطية لا تريد أن تنتقل". كما أعطى مثالا بـ"إرادة مراجعَة حياتنا، وإصلاح الحقل الدّيني الذي بدأناه بحماس ثمّ حوَّلناه لإرهاق جديد نُرهِقُ به حياتَنا".

وتحدّث الروائي ذاته عن النّدوب التي يعيشها من حَمَلوا أحلامَ التّغييرِ والانتقالِ من واقع إلى آخر، من أجيال مختلفة، نتجَت عن التّحوُّل السّريع إلى شيء كابوسيّ، وهو ما اختار معه "مناخا كابوسيّا" في روايته، ووحشا يبدو أحيانا شخصيّة حقيقية، وأحيانا أخرى رُهابا يطارِدُنا بشكلٍ مستمرّ.

وختم الأشعري كلمته متمنّيا أن يلتقط قرّاء رواية "العين القديمة" "شيئا من المُتعَة الفنية والأدبية"، وزاد: "إذا حصَل سأكون سعيدا أنّني كتبتها من أجلكم".

 

قد يهمك ايضا
محمد الأشعري يؤكد أن الجمود السياسي يعكس فشل الانتقال الديمقراطي في المغرب
الأشعري ينتقد "خطيئة" مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة العثماني

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري النقاد يؤكدون أن رواية العين القديمة عمل استثنائي في مسار محمد الأشعري



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib