الدار البيضاء- جميلة عمر
يدور الحديث الآن بين الشباب المغربي عن نجاح هجرة شباب الريف وبالأخص مدينة الحسيمة إلى ألمانيا عبر تركيا، وتحاك القصص بشأن شباب باعوا أثاث منازل ذويهم ومجوهرات أمهاتهم وزوجاتهم، وقرروا ركوب الموت عبر المتوسط في رحلة طويلة وشاقة مع اللاجئين السوريين إلى أوروبا بعدما ضاقت بهم سبل العيش في المغرب حتى أصبحت كل الطرق تؤدي إلى تركيا ومنها إلى الفردوس الأوروبي بحسب ظنهم.
ورحلة الموت هذه وإن كانت صعبة وقاسية ومحفوفة بالمخاطر، إلا أن فئة مهمة من الشباب تنتظر الفرصة من أجل ركوب هذه المغامرة، فنظم نحو 20 ألف شاب من أبناء مدينة الحسيمة ونواحيها رحلات إلى تركيا، الغرض منها التسلل إلى ألمانيا عبر عدد من دول البلقان، منهم من نجحت خطته وتمكن من دخول الأراضي الألمانية، ومنهم من فشل وعاد أدراجه إلى المغرب.
وبحسب مصدر رسمي، فإن هولاء الشباب نزحوا بشكل جماعي نحو الوجهة التركية ومنها إلى الديار الألمانية بغية الظفر بأوراق الإقامة، وأن تكاليف سفر هؤلاء الشباب كانت جد مهمة، بل وصفت بالأرقام المهولة، بحيث أن كل واحد من هؤلاء المهاجرين تكلفت سفريته مليونين سنتيم.
وفي اتصال هاتفي بــ"ع. م" أحد الشباب المرحلين من تركيا أخيرًا، لـ"المغرب اليوم"، أكد أن الهجرة إلى ألمانيا لم تكن من تخمين الشباب المغاربة، بل جاءت مع تدفق اللاجئين السوريين إلى المغرب، وخلال الأشهر الأخيرة وبعد نجاح سوريين في الدخول إلى القارة العجوز عن طريق دول البلقان، ظهر سماسرة يسهلون عملية الهجرة إلى ألمانية عبر جوازات سفر سوريين مقابل مبالغ مالية مهمة تبدأ من 20 ألف درهم.
كما شرح "ع. م" طريقة الهجرة التي سلكها مع عدد من الشباب المغاربة، والتي تمت عن طريق تنظيم السفر إلى تركيا، وعند وصولهم إلى إسطنبول تم الاتصال بشخص سبق وأن أخذ رقمه من طرف أحد اللاجئين السوريين في المغرب، والذي يعد مختصًا بتهجير القادمين من المغرب إلى ألمانيا، وبعد اللقاء طلب 10 آلاف درهم من أجل توفير جواز سفر سوري مزور، ثم نقلهم من تركيا في اتجاه جزيرة "كوس" اليونانية، التي يقصدها اللاجئون السوريون بشكل يومي عبر زوارق مطاطية.
وهنا تنتهي مهمة "السمسار"، لتبدأ المرحلة الثانية من رحلة العمر، حيث تم تسليم المهاجرين إلى وسيط آخر ينشط في المجال في دول البلقان، والذي أخذ بدوره 10 آلاف سنتيم لتأمين جميع المتطلبات.
وأضاف المتحدث: ولسوء الحظ فإن وصولنا إلى صربيا كان موازيًّا مع الأحداث الدموية التي عرفتها باريس، فتحطمت آمال البعض منا في الوصول إلى الهدف المنشود، وعدنا إلى المغرب حاملين ديونًا كثيرة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر