الدار البيضاء - جميلة عمر
عُقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي، صبيحة الخميس، الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي، الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية لبحث تداعيات الاعتداء على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، ودانت الوزيرة المنتدبة لوزارة الخارجية والتعاون امباركة بوعيدة، باسم المملكة المغربية هذه الأعمال، وجدّدت، لمناسبة هذا الاجتماع، شجبها هذه السلوكات المتنافية مع القواعد والممارسات الدبلوماسية الجاري بها العمل، وأكدت تضامنها الموصول والتام مع المملكة العربية السعودية، ودعت السلطات الإيرانية إلى ضرورة التقيد، بالالتزامات الدولية المتعلقة بحماية حُرمة البعثات الدبلوماسية والمراكز القنصلية وسلامة العاملين فيها.
وكشفت الوزيرة، أن هذا الاجتماع هو تأكيد على أن الوضع الطارئ وواقع عدم الاستقرار والاقتتال في المنطقة العربية والإسلامية، آخذ في التوسع والتفاقم يومًا عن يوم، ما يجعل، حاضر ومستقبل شعوبنا تحت رحمة الدمار مفتوحين على أبشع المخاطر، في ظل سياقٍ إقليمي ودولي هش وشديد التعقيد تغذِّيه عوامل التوظيف والتصعيد الخارجي.
وأكّدت أن كلّ هذا يتطلب منا جميعا مقاربةً تضامنيةً، متجانسة ومسؤولة، لمعالجة التحديات الكبرى، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب والتطرف التي تهدد أمن وسلامة بُلدانِنا وطُــمأنينة مواطنينا.
وأشارت الوزيرة ، إلى أن الانقسام والتشرذم لن يزيدا الأمر إلا تعقيدا، ولن يمنحانا القوة في مواجهة التحديات الماثلة أمامنا، وسيُــغذيان تــلكُـم الصورة النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين التي تسيء لنا ولمصالحنا.
وأعلنت أن من أخطر تجلِّيات هذه الانقسام تصاعد النوازع الطائفية والتذرع بالمذهبية لمزيد من تأجيج الوضع، وللتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأكَّدت الوزيرة خلال كلمتها قائلة: " لسنا هنا في حاجة إلى استعراض دروس التاريخ، فكلنا يعلم أن أسوأ اللحظات هي تلك التي طغت فيها الصراعات المذهبية، وحالت غير ما مرة دون تلاقي المصالح واستثمار القدرات للبناء المشترك، وفتحت الباب أمام انفجارات التعصب والعنف"
وأوضحت الوزيرة أن المملكة المغربية، التي تؤمن بالتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع الواحد وبين سائر الشعوب، لا ترى بديلًا عن تفعيل مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول كأساس لبناء علاقات تعاون بناءة، ولتشجيع الاندماج الإقليمي، ومن ثم الإسهام في السلم والأمن الدوليين.
وختمت الوزيرة بأمل تجاوز هذه المرحلة الحرجة ورأب الصدع بكل هدوء ورزانة وتبصر، لتعود الأمة الإسلامية للقيام بدورها الحضاري ولبناء الغد المشرق في ظل السلام والوئام والرفاه للجميع.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر