كتائب القسام تستهدف تجمعاً للجنود في خانيونس وإسرائيل تؤكد جديتها في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الأربعاء، أنها تمكنت صباح اليوم من استهداف تجمع لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وأفاد بيان الكتائب أن المقاتلين استهدفوا دبابة "ميركفاه" وناقلة جند بقذائف "الياسين 105"، كما هاجموا حفّارين عسكريين بقذائف مماثلة، وتقدموا نحو جنود القوة، واشتبكوا معهم باستخدام الأسلحة الخفيفة، محاولين أسر أحد الجنود، لكنه تم قتله أثناء الاشتباك وتم اغتنام سلاحه.

في الوقت نفسه، استمر القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 22 شخصاً على الأقل بينهم ستة أطفال، وفقاً لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني. واستهدفت الغارات مناطق في جنوب ووسط القطاع بالإضافة إلى شماله، خاصة مخيم الشاطئ للاجئين قرب مدينة غزة.

وتأتي هذه التطورات في ظل مفاوضات متواصلة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار في القطاع. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن حكومته جادة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في غزة. وأوضح ساعر أن الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار سيكون مدته 60 يوماً، مع إمكانية التفاوض لاحقاً على وقف دائم. وفي الوقت ذاته، أعلنت إسرائيل استمرار العمليات العسكرية في القطاع، ما أسفر عن مقتل أكثر من مئة فلسطيني خلال 24 ساعة.

في تطور سياسي، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين خلال 24 ساعة، في محاولة لتكثيف الضغوط لإيجاد حل ينهي "مأساة" الحرب في غزة. وركز اللقاء على جهود تحرير الرهائن المحتجزين في غزة، مع تأكيد نتنياهو عزمه على القضاء على القدرات العسكرية والإدارية لحركة حماس.

وفي سياق متصل، أعلن مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن المفاوضات حققت تقدماً ملموساً، حيث تم حل ثلاث من أربع قضايا عالقة تعيق إبرام الاتفاق، مع توقع توقيع اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل. وشملت القضايا التي تم حلها آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بحيث تتولى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية توزيعها في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، مما يعني تراجع دور مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

في ظل هذه الأوضاع، يعاني القطاع من أزمة إنسانية متفاقمة. فقد تعرض مجمع الشفاء الطبي لانقطاع في التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود، مما يهدد حياة المرضى في أقسام العناية المركزة والأطفال الخدج. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن هذه الفئة من المرضى تواجه خطر الموت بسبب انقطاع الكهرباء. كما قتل أكثر من 25 شخصاً خلال الساعات الأخيرة جراء قصف جوي ومدفعي مكثف.

إجمالياً، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، 57,680 شخصاً، وسط استمرار القصف والحصار الذي يفاقم من معاناة المدنيين. وفيما تدخل مساعدات طبية إلى القطاع عبر منظمة الصحة العالمية، لا تزال هناك دعوات ملحة للسماح بدخول الوقود والغذاء والأدوية بشكل واسع دون عوائق.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

 المبعوث الأميركي يؤكد ضرورة تسريع مفاوضات دمشق لضم قوات قسد إلى مؤسسات الدولة السورية

 الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على 22 كياناً دولياً لدورهم في تمويل فيلق القدس الإيراني وبيع النفط