دارفور - المغرب اليوم
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تصعيداً عسكرياً جديداً، مع شنّ قوات الدعم السريع هجمات مدفعية عنيفة استهدفت الأحياء الغربية ووسط المدينة، وذلك انطلاقاً من مواقعها شرق المدينة، في وقت تواصل فيه القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة تصديها لتلك الهجمات، سعياً لاحتواء التوتر والحفاظ على الحد الأدنى من الأمن في واحدة من آخر المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في إقليم دارفور.
ووفق ما أفاد به مراسل اليوم الاثنين، فإن الدعم السريع كثّف من عمليات القصف، ما أدى إلى أضرار ميدانية متفرقة في عدة أحياء سكنية، بينما تتواصل المواجهات في محاور شمال شرق وجنوب المدينة، وسط محاولات من الجيش السوداني لاحتواء الضغط المتصاعد من خصمه الذي يفرض حصاراً خانقاً على الفاشر منذ مايو 2024.
تزامن هذا التصعيد العسكري مع تحذيرات متكررة من منظمات إنسانية ودولية بشأن الأوضاع الكارثية التي يعيشها نحو مليون مدني محاصر في المدينة ومحيطها. وقد أُعلنت المجاعة في وقت سابق داخل مخيمات النازحين المحيطة بالفاشر، في حين أشارت الأمم المتحدة إلى أن المدينة ذاتها كانت على وشك الدخول في حالة مجاعة بحلول مايو الماضي، لكن نقص البيانات الميدانية حال دون الإعلان الرسمي عنها حتى الآن.
وبحسب مصدر في وزارة الصحة السودانية، فقد توفي 63 شخصاً على الأقل في الفاشر خلال أسبوع واحد فقط، في الفترة ما بين 3 و10 أغسطس الجاري، بسبب سوء التغذية، معظمهم من النساء والأطفال. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 40% من الأطفال دون سن الخامسة في الفاشر يعانون من سوء التغذية، بينهم 11% في حالة حرجة جراء سوء التغذية الحاد الشديد.
وتضاعفت الأزمة الإنسانية نتيجة انقطاع المساعدات وغياب الخدمات الأساسية، بالتوازي مع تصاعد العمليات العسكرية التي تزيد من تعقيد الوضع الإنساني وتُقلص من قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المدنيين المحاصرين.
وتُعد الفاشر حالياً المدينة الرئيسية الوحيدة في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، في وقت تخوض فيه قوات الدعم السريع حرباً مستمرة ضده منذ أكثر من عامين، وهي حرب أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين داخلياً وخارجياً، وتسببت فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم".
ورغم استمرار المواجهات، لم تُحرز أي من الأطراف تقدماً حاسماً، في حين تبقى الكلفة الإنسانية باهظة، وتُهدد بحدوث كارثة أكبر إذا لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم يسمح بإيصال المساعدات، وفتح ممرات إنسانية آمنة، والبدء في عملية سياسية شاملة تنهي حالة الحرب المستمرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر