بيروت ـ كمال الأخوي
في ظل استمرار التوترات الأمنية والضربات الجوية الإسرائيلية شبه اليومية على جنوب لبنان، اتهم الجيش الإسرائيلي "حزب الله" بمحاولة إعادة إنشاء بنى تحتية عسكرية ومخابئ على طول الحدود، تحت غطاء أعمال إعادة ترميم منازل مدمّرة.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، يوم الأحد 21 سبتمبر/أيلول 2025، أن حزب الله "يحاول إعادة بناء خط القرى على طول الحدود تحت ذريعة إصلاح منازل مدنية"، مشيراً إلى أن الحركة تسعى إلى إعادة إنشاء "مقرات ومخابئ وبنى تحتية إرهابية تم تدميرها في وقت سابق".
وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح بذلك"، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية "ستواصل تنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار بحزم"، على حد قوله، حتى لا يُتاح لحزب الله "العودة إلى الحدود" أو إعادة ترسيخ وجوده العسكري فيها.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن شنّ الجيش الإسرائيلي، السبت، غارة جوية استهدفت سيارة في منطقة مرجعيون جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخص، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. وكانت الغارة قد تبعت سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت خمس قرى لبنانية خلال ساعات النهار، تزامناً مع إصدار الجيش الإسرائيلي إنذارات لسكان تلك المناطق بضرورة الإخلاء الفوري.
وعلى الرغم من دخول وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2024، إلا أن وتيرة التصعيد العسكري لم تتوقف كلياً، حيث تتهم إسرائيل حزب الله بانتهاك التفاهمات من خلال تحركاته على الخط الحدودي.
وتحتفظ إسرائيل بقوات عسكرية في خمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، تُشرف على جانبي الحدود، وتعتبرها نقاطًا أمنية متقدمة لرصد تحركات حزب الله وتعزيز ما تصفه بـ"الردع الوقائي".
يعود أصل التوتر بين إسرائيل وحزب الله إلى عقود من المواجهات المسلحة، كان أبرزها حرب يوليو/تموز 2006 التي اندلعت عقب أسر حزب الله جنديين إسرائيليين على الحدود، وأسفرت عن دمار واسع في لبنان وخسائر بشرية على الجانبين. ومنذ ذلك الحين، بقي جنوب لبنان ساحة لتبادل الرسائل العسكرية، في ظل وجود قرار أممي (1701) يدعو إلى وقف الأعمال القتالية ونزع سلاح الجماعات المسلحة جنوب نهر الليطاني، وهو القرار الذي غالباً ما تتهم إسرائيل حزب الله بانتهاكه.
كما تلعب التغيرات الإقليمية، من التوتر مع إيران إلى تطورات الحرب في سوريا، دوراً في تغذية الصراع غير المعلن بين الطرفين، إذ تتهم تل أبيب الحزب بأنه امتداد للنفوذ الإيراني في المنطقة، بينما يصر حزب الله على حقه في "المقاومة" والدفاع عن لبنان.
التحركات الأخيرة على الحدود، إلى جانب التصريحات الرسمية، تعكس تصاعد التوتر مجدداً بين الجانبين في وقت حساس تشهده المنطقة، وسط جهود دولية محدودة لضمان استقرار دائم في جنوب لبنان، ومنع انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر