باريس - مارينا منصف
جرت مفاوضات بين إسرائيل وسوريا في باريس وأماكن أخرى بشكل إيجابي، حيث تركزت المحادثات على قضية نزع السلاح من جنوب سوريا. تأتي هذه المفاوضات في ظل تحذيرات إسرائيلية من احتمال قيام جهات تابعة لإيران بشن اعتداءات من الجنوب السوري، لكنها نفت وجود أي خطط للاجتياح الإسرائيلي لهذه المناطق، وأكدت رفضها لأي اعتداء على الطائفة الدرزية في الجنوب السوري. في الوقت نفسه، شدد الجانب السوري على وحدة وسيادة الأراضي السورية ورفضه أي اعتداء على أهل السويداء أو عزلهم، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها مؤخراً. وتأتي هذه اللقاءات في إطار جهود لإعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 بضمانات دولية، مع السعي لخفض التوترات وإعادة فتح قنوات التواصل بين البلدين بعد تصاعد التصعيد العسكري في المنطقة.
تشهد العلاقات بين إسرائيل وسوريا توتراً مستمراً منذ عقود، حيث شهدت المنطقة الحدودية بين البلدين عدة اشتباكات وتوترات عسكرية متكررة، خاصة في جنوب سوريا الذي يمثل نقطة حساسة بالنسبة لإسرائيل بسبب تواجد جماعات مسلحة مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني. اتفاقية فض الاشتباك التي تم توقيعها عام 1974 بعد حرب أكتوبر شكلت إطاراً لوقف إطلاق النار بين الطرفين، لكن التوترات لم تنقطع بسبب التحركات العسكرية والأنشطة الاستخباراتية على الأرض. في السنوات الأخيرة، حاولت عدة دول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التوسط بين إسرائيل وسوريا لمحاولة خفض التصعيد وإعادة إطلاق حوار دبلوماسي بهدف استقرار المنطقة، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة والتدخلات الخارجية. تأتي هذه المفاوضات الحالية في ظل تغييرات جيوسياسية إقليمية وتركيز على الحد من النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، مع الحرص على الحفاظ على الاستقرار ومنع اندلاع مواجهة عسكرية واسعة بين البلدين.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر