إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية
آخر تحديث GMT 02:12:47
المغرب اليوم -

إدمان "التواصل الاجتماعي" يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إدمان

الرباط - المغرب اليوم

أحكمت وسائل التواصل الاجتماعي قبضتها على الروابط الاجتماعية والعلاقات الأسرية والحياة العامة، وبات إدمان هذه المنصات الافتراضية أقصر طريق إلى تفكك الأسرة وطلاق الأزواج وخفوت الدفء العائلي.

شكلت الأسرة على مر عقود مشتلا للتربية، بوصفها مجتمعا مصغرا ونظرا لارتباط هذه البنية المجتمعية بحياة أغلب الأفراد والأجيال السابقة؛ فإلى جانب الوظيفة الأساسية التي كانت تؤديها في التربية والتواصل وتشديد أواصر المحبة، شكلت الأسرة قطعة فريدة من الفسيفساء المنيرة للحياة، والتصقت أدوارها في ذاكرة الأجيال بالمناسبات الدينية وباقي الاحتفالات الأخرى، وما كان يتخلل ذلك من لقاءات واجتماع حول مائدة الطعام وتبادل الزيارات بين الأهل والأحباب.

أما اليوم، فإن كثيرين لا ينظرون بعين الرضا إلى واقع الأسرة المغربية، وقد اتسعت هوة التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة داخل البيت نفسه، ولم تعد تخفى على أحد العلل التي أصابت هذه البنية المجتمعية التي أضحت تتحول من سيء إلى أسوأ، ولعل أبرز عوامل هذا التحول يرتبط بظهور وسائط الاتصال الجديدة.

يرى الدكتور أحمد درداري، أستاذ جامعي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية عبد المالك السعدي بتطوان، أن التطور التكنولوجي غير من النظم الثقافية للمجتمعات واستلب الأفراد الكثير من القيم الإنسانية والاجتماعية، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي فضاءات ثقافية واجتماعية بديلة وخالية من الحدود المألوفة في الثقافة الدينية وحدود العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت صمام أمان الروابط العائلية، فاستبدل الممنوع بالمباح وتوجه الأفراد نحو الحرية المبالغ فيها.

وقال الأستاذ الجامعي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الخطير في الأمر هو سهولة ولوج اليافعين إلى المعلومات المهددة للأجيال، وافتقاد التواصل المباشر، وتباعدت العلاقات وتكون مناطق نفوذ افتراضية وملكية خاصة ومعلومات شخصية بين أفراد الأسرة الواحدة وسعت فجوة التباعد المبني على شخصنة الحياة الافتراضية”.

وأوضح الأكاديمي المغربي أن بروز هذه المنصات أسهم في طغيان العلاقات الثنائية على حساب العلاقات الجماعية الأسرية، “ومات بذلك دور الأبوين، ولم يعد التحكم في التربية والتأطير الأسري ممكنا، بل بقي فقط دورهما الغائب عن المواجهة وضعيف التأثير في الأذواق والاختيارات الثقافية والاجتماعية”.

وشدد الباحث ذاته على أن إدمان هذه الوسائل إلى حد الهوس “أفضى إلى تصدع مكنون البشرية، وهذا ما يتطلب إعادة تقنين استعمال الإنترنت والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتحكم في المخاطر المهددة للثقافات والمعتقدات والروابط الأسرية والاجتماعية”.

وأضاف الأستاذ درداري أن الإنترنت خرب البيوت وساهم في تفكيك الأسر، ودمر البيئة الطبيعية للإنسان وأفرز ظواهر دخيلة من قبيل الطلاق والتحرش وسرقة المعلومات والتشهير ونشر صور وفيديوهات إباحية تمس وتخدش الحياء العام.

وأكد المتحدث أن “مستقبل العلاقات الأسرية في ظل سوء استعمال الإنترنيت صار مهددا بالزوال وحلول الفرد الافتراضي محل الأسرة الواقعية، وسيكون مظهرا للبشرية المنحطة الفاقدة للقيم والترابط الأسري والاجتماعي”.

قد يهمك ايضاً :

الصحة العالميه تؤاكد ان ساعات العمل الطويلة "تقتل" 745 ألف شخص سنويا

المعلومات الكاملة عن آخر الإحصاءات المقدرة لتداعيات وباء "كوفيد 19" المستجد

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية إدمان التواصل الاجتماعي يغتال الروابط الأسرية ويهدم العلاقات الزوجية



الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:39 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
المغرب اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 02:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس
المغرب اليوم - الشرع يؤكد أن العديد من المطالب الشعبية محقة والبعض مسيس

GMT 07:48 2025 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الجمعة 24 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 01:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شعر ميغان ماركل يكشف موعد ولادة طفلها الأول

GMT 19:40 2022 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

أبل تتخلى عن حاملي 5 أنواع من آيفون "انتهى وقتكم"

GMT 08:44 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

تعرّض طالبات للتحرش من قبل أستاذ جامعي في الرباط

GMT 03:01 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

مميَّزات ومواصفات "جاكوار أكس أف سبورتبريك" 2019
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib