جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح مستقبل الطب الأفريقي في الـ70 من عمرها
آخر تحديث GMT 11:39:11
المغرب اليوم -

أمضت 4 أيام مع آلام مبرحة قبل أن يموت طفلها بداخلها

جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح "مستقبل الطب الأفريقي" في الـ70 من عمرها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح

الطب
الرباط _ المغرب اليوم

نشأت جرّاحة أمية حافية القدمين في جبال إثيوبيا لتصبح «مستقبل الطب الأفريقي»، وما زالت لا تستطيع القراءة أو الكتابة حتى الآن، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل»، وكانت ماميتو غاش في السادسة عشرة من عمرها عندما دخلت في مخاض ولادة طفلها الأول في كوخ من الطين بقريتها عام 1963. وأمضت 4 أيام مع آلام مبرحة، قبل أن يموت طفلها بداخلها، مما تسبب في إصابتها بناسور الولادة، وهي إصابة مدمرة عادة ما تتسبب بسلس البول لدى المرأة، أي تسرب البول والبراز بشكل لا يمكن السيطرة عليه طوال حياتها. *إنقاذها من النبذ والتشرد وبعد قدومها إلى العاصمة أديس أبابا، عالجتها الطبيبة الأسترالية كاثرين هاملين التي أصبحت لاحقاً معلمتها وأمها البديلة وصديقتها مدى الحياة، وتعلمت ماميتو، البالغة من العمر 73 عاماً الآن، إجراء جراحة

للناسور من خلال وضع يديها على يد جراحة سيدني العظيمة، وتتبع خطواتها المعقدة في أثناء عملها على إنقاذ النساء اللواتي عانين من هذه الحالة الصحية. وبسبب الجفاف والمجاعة القاتلة، كرست الدكتورة هاملين أيامها لهذه القضية قبل وفاتها عن عمر يناهز 96 عاماً، في 18 مارس (آذار) عام 2020، وبعد 7 أشهر، تعود صديقتها الحزينة رفيقتها الدائمة لنحو 57 عاماً إلى المسرح لمواصلة إرث المرأة التي أنقذتها مما كان يمكن أن يكون حياة من النبذ الاجتماعي والتشرد. وكانت الكاتبة البريطانية سو ويليامز تسافر عبر إثيوبيا في عام 2017، عندما حصلت على إذن لإجراء مقابلة مع كاثرين هاملين في مستشفى بأديس أبابا، وهناك قابلت ماميتو، وهي «امرأة خجولة، لكنها مثيرة للاهتمام»، تعمل مقدمة رعاية مع هاملين، وفقاً لما قالته. ووافقت ماميتو

على سرد قصتها. تلك القصة كانت مختلفة تماماً لو لم تقبل الدكتورة هاملين وزوجها عروض العمل لبدء مدرسة للقبالة في إثيوبيا عام 1959، وعندما وصلا، صُدما لاكتشاف عشرات الفتيات الصغيرات المصابات بالناسور -وهي حالة مروعة لم يسمع بها في العالم الغربي منذ أوائل القرن التاسع عشر، ولكنها لا تزال شائعة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب شرقي آسيا اليوم؛ وربما تكون الحالة الأكثر تدميراً وإهانة التي يمكن أن تواجهها المرأة. *ما هي النواسير؟ والنواسير عبارة عن ثقوب صغيرة تظهر بين المهبل والمثانة، وأحياناً بين المهبل والمستقيم، بعد أيام من الولادة المتعسرة دون تدخل طبي حديث، مثل العمليات القيصرية أو الاستخراج بالشفط، وخلال هذا المخاض المطول، تدفع انقباضات الأم رأس الطفل باستمرار باتجاه حوضها،

مما يؤدي إلى قطع إمداد الدم للأنسجة، مما يؤدي إلى إحداث ثقوب تسبب سلساً مستمراً غير قابل للسيطرة عليه في البول. وعادة ما تلد الأم طفلاً ميتاً في هذه الحالة. وكثيراً ما يتخلى الأزواج عن الزوجات اللواتي يكن -في أغلب الأحيان- غير قادرات على حمل مزيد من الأطفال، حيث كانت حالة ماميتو شديدة للغاية، لدرجة أنه حتى 10 عمليات جراحية لم تستطع إصلاح الضرر بالكامل. ومع ذلك، كان زوجها من القلائل الذين توسلوا إليها للعودة إلى قريتهم حتى يتمكنا من العيش معاً. لكن ماميتو شعرت أن مستقبلها كان في المستشفى لمساعدة هاملين على علاج سيدات أخريات يتحملن العذاب نفسه. وقول ويليامز: «لقد وقف زوجها بجانبها، وناشدها أن تعود إلى المنزل. لكن لأنها لا تستطيع إنجاب أطفال، لم ترغب في إعاقته أو تغيير رأيه»، وتستمر أوجه

القصور في البنية التحتية لإثيوبيا في تفاقم مشكلة النساء المصابات بالناسور. ويجعل عدم الحصول على مياه جارية نظيفة من المستحيل تقريباً الحفاظ على النظافة الشخصية للسيدات، ولا يترك لهن كثير من الخيارات سوى العيش في كهوف في الريف أو التسول بلا مأوى في شوارع المدن، وينتحر بعضهن، بينما تعيش الأخريات أيامهن وهن يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب من فقدان أطفالهن وأزواجهن ومنازلهن. *من مساعدة الى «مستقبل الطب في العالم النامي»ومع انتشار الأخبار عن الأطباء الأجانب الذين صنعوا «المعجزات»، غمر مزيد من المصابين بالناسور العاصمة، على أمل العثور على فرصة ثانية لحياة طبيعية، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تلاحظ كاثرين شيئاً مميزاً في مساعدتها الحادة اللطيفة المتفانية التي يمكنها التعاطف

بشكل أفضل من أي شخص يعاني من المحنة المخيفة التي يواجهها مرضاها. وسمحت عائلة هاملين لماميتو بالمراقبة في أثناء الجراحة، ثم شجعتها على المساعدة عن طريق قطع الأسلاك وخياطة الجروح. ولاحقاً، كانت ماميتو تضع يديها على يد هاملين، وتحفظ كل خطوة في أثناء إرشادها من خلال شقوق معقدة. وكانت تتمتع ببصر رائع، ويمكنها رؤية فتحات صغيرة جداً تحتاج إلى الإصلاح دون استخدام الأدوات، وفي عام 1975، افتتحت عائلة هاملين مستشفى ناسور أديس أبابا، وهي المنشأة الطبية الوحيدة في العالم التي تقدم جراحة إصلاح مجانية للنساء الفقيرات بعد الولادة. واليوم، تعد ماميتو جزءاً من مجموعة فريدة من نوعها تُعرف باسم «الجراحين الحفاة»، الممارسين غير المؤهلين طبياً الذين يغيرون وجه الطب الأفريقي دون أي تدريب رسمي،

ويتخصص الجراحون مثل ماميتو عادة في مجال واحد تعلموه من خلال الملاحظة والمهارة الطبيعية. ويتم الاعتراف بجهودهم بشكل متزايد من قبل المجتمع الطبي الدولي، بصفتهم عنصراً حيوياً لتوفير الرعاية الصحية في بعض الأماكن الأكثر ضعفاً، والأكثر فقراً على وجه الأرض، وفي عام 1989، حصلت ماميتو على الميدالية الذهبية للجراحة من الكلية الملكية للجراحين في لندن، واحتلت المرتبة 32 في قائمة «بي بي سي» تحت عنوان «100 امرأة في عام 2018، في الشركة اللامعة لقادة العالم ورواد الصناعة والأبطال العاديين»، وفي هذا الصدد تول ويليامز: «لن يكون هناك أبداً تدريب للأطباء في أفريقيا كما هو الحال لدينا في أوروبا أو أستراليا، لذلك يُنظر إلى أشخاص مثل ماميتو على أنهم مستقبل الطب في العالم النامي».

قد يهمك ايضا

واشنطن تؤجّج نزاع "سد النهضة" ومصر تؤكّد رفضها لاستخدام القوة ضد أديس أبابا

تحذير غير مسبوق من ترامب إلى إثيوبيا بشأن سد النهضة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح مستقبل الطب الأفريقي في الـ70 من عمرها جرّاحة إثيوبية أُمية تُصبح مستقبل الطب الأفريقي في الـ70 من عمرها



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 12:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب
المغرب اليوم - باسم يوسف في لقاء تلفزيوني مصري بعد اعوام من الغياب

GMT 20:44 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
المغرب اليوم - تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

GMT 21:04 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

العالم العربي عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025
المغرب اليوم - العالم العربي عمر ياغي يفوز بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد

GMT 12:39 2013 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وزير السياحة المغربي يلتقي نظيره العراقي في الرباط

GMT 03:54 2013 الأحد ,17 آذار/ مارس

مبادرة لإنقاذ مسرح سرفانتيس في طنجة

GMT 12:14 2014 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مقاهي "ستاربكس" في المغرب تقدِّم عروضها لموسم الشتاء

GMT 13:52 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

الفنان محمد رمضان يستكمل تصوير الجزء الثاني من "الكنز"

GMT 11:31 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

نشر صورة الممثلة تشارليز ثيرون في المدرسة

GMT 22:43 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

دورة عن التغيرات المناخية وندرة المياه في الواحات المغربية

GMT 06:20 2014 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الشخص غير المناسب وغياب الاحترافيَّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib