تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها
آخر تحديث GMT 06:36:47
المغرب اليوم -

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها

مؤسسة تعليمية ابتدائية
الرباط - المغرب اليوم

بكل عزيمة وأمل في المستقبل، يرافق أحمد لحمايد طفله البالغ عمره أربع سنوات إلى مؤسسة التعليم الأولي في دوار “تيحي”، التابع للجماعة الترابية إنشادن نواحي اشتوكة، وذلك بعد أن تحقق حلم الساكنة، التي يكابد أغلبها من أجل مجابهة شبح العوز والفقر، بإحداث فضاء للتعليم قبل المدرسي، بعدما حرم مدشرها من احتضان مؤسسة تعليمية ابتدائية، إذ ضمنت على الأقل تلقي بناتها وأبنائها أولى أبجديات التربية والتعليم، قبل أن تبدأ رحلة أخرى من المعاناة المؤجلة مع المستويات التعليمية اللاحقة.

إخراج مشروع روض للأطفال في دوار تبدو من أولى مداخله كل مظاهر التهميش لم يكن إلا بمبادرة ذاتية لجمعية “تمواست” للتنمية والتعاون، بتعاون مع منظمة “روتاري” التي وفرت بعض التجهيزات، فيما بقي حمل بناء قاعة وتولي تعويضات المربيات وكل المستلزمات الأخرى موكولا إلى الجمعية، التي تكابد هي الأخرى من أجل استمرار هذه الخدمة إلى جانب أخرى في غياب أي دعم من الدولة والمؤسسات المنتخبة.

هسبريس زارت دوار تيحي بجماعة إنشادن، حيث يتراءى لزائر مقر جمعية “تمواست” حجم المجهود المبذول من طرف شبابها، فتدبير الماء وإحداث ناد لتعليم الخياطة والطرز، وتدبير خدمة “متعثرة” للنقل المدرسي وروض للأطفال وبعض شؤون مسجد الدوار، كل ذلك قد ينبهر أمامه المرء، قبل أن ينتكس عندما يطلع على حجم المراسلات الموجهة إلى عدد من الجهات من أجل نيل دعم عمومي لصرفه في استمرار مجموع تلك الخدمات، دون تلقي أي جواب على امتداد عقود من الزمن.

وعلى اعتبار أن التربية والتكوين إحدى أبرز ركائز ومؤشرات تقدم المجتمعات، وحتى لا يضيع مستقبل الأجيال الصاعدة من أبناء هذا المدشر “الهامشي”، وفق أحمد لحمايد، أو “هكذا أريد له أن يكون، وحتى لا يسقط أبناؤنا في شرك الأمية، كافحت جمعية ‘تمواست’ من أجل إحداث روض للأطفال، رغم إمكانياتها المحدودة إن لم نقل المنعدمة”، مضيفا: “تزداد معاناتنا مع غياب مؤسسة تعليمية ابتدائية، ما يضطر معه التلاميذ إلى قطع مسافات طويلة، أو تكبد مصاريف إضافية للنقل المدرسي، تزيد من تأزيم الوضع المادي للأسر، المأزوم أصلا”. 

من جانبه قال نائب رئيس جمعية “تمواست”، إيدر حنداين، ضمن تصريح لهسبريس، إنه “تماشيا مع التوجيهات الملكية وتنزيلا للقانون الإطار 51.17، كافحت الجمعية لتوفير قاعات للتعليم الأولي، غير أن التزايد السكاني والطلب على هذه الخدمة بمختلف مستوياتها فرض تحديات كبرى عليها، فأصبحت عاجزة عن ضمان استمرار هذا المكسب والحفاظ عليه، لمحدودية الإمكانيات المادية، أمام رهان الدولة في تعميم التعليم الأولي، لذلك تحتاج اليوم إلى قاعة أخرى مجهزة ودعم لأداء أجور المربيات وغير ذلك”.

غياب دعم التعليم الأولي ثم إحداث مدرسة يرى فيه المتحدث جانبا من التهميش الذي يطال مدشرهم في عدة مناح، وقال في هذا الصدد: “مدشر تيحي على مستوى جماعة إنشادن يعاني من التهميش، رغم موقعه الإستراتيجي، فهو غير بعيد عن مركز الجماعة والطريق الوطنية رقم 1، فالتلاميذ مشتتون بين ثلاث مؤسسات تعليمية ابتدائية، وهناك تلاميذ صغار يستعملون النقل المدرسي، الذي أصبحت حالته مهترئة، وهناك من يلتحق مشيا على الأقدام، مع ما يرافق ذلك من مخاطر. ونطالب اليوم وبإلحاح بدعم هذا القطاع الحيوي وانتشال مدشرنا من براثن العزلة والتهميش”.

أما محمد الرامي، عن الجمعية ذاتها، فأورد في تصريح لهسبريس أن “الجمعية متشبثة باستمرارها في توفير التعليم الأولي لأبناء الدوار، لكن الإشكال يتفاقم عندما ينهونه، ويصبح الالتحاق بالتعليم الابتدائي كابوسا لديهم ولدى أسرهم، وذلك بالنظر إلى غياب تكافؤ الفرص مع باقي دواوير الجماعة، التي تتوفر كلها على مدرسة أو وحدة فرعية”، مردفا: “نحن نتوفر على وعاء عقاري موضوع رهن إشارة الجهات المعنية لهذا الغرض، فلا يعقل أننا في سنة 2021 ومازلنا نصارع من أجل حق التعليم المكفول دستوريا، وحق نقل التلاميذ في أسطول آمن، عكس ما نتوفر عليه اليوم، وعلى غرار التجارب الناجحة على مستوى الإقليم”.

هو إذن مجهود لجمعية “تمواست” التي كانت السباقة، في تسعينيات القرن الماضي إلى الانخراط في برنامج الكهربة القروية، كصاحبة مشروع تزويد الساكنة بالكهرباء، قبل أن تعمم التجربة بمختلف مناطق اشتوكة آيت باها، كما بذلت مجهودا في حقل التعليم الأولي ومحاربة الأمية والتكوين في الخياطة والطرز وغير ذلك، إلا أن ما يلح عليه أعضاء مكتبها ويجمعون عليه خلال لقاء مكاشفة بمقرها هو “التهميش” وغياب الآذان الصاغية لأنينهم الموثق في مراسلات إلى الجهات المعنية، فكان ختام لقائنا بهم أملا وفأل خير لينعم الأهالي بالمدشر من حقهم في التنمية، وأبرز أعمدتها التربية والتكوين.

قد يهمك ايضا 

مركز "التربية الدامجة" يرى النور في مدينة تطوان‎

السرقة باستعمال العنف تجر ثلاثة أشخاص للاعتقال في تطوان

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها تعليم الأطفال يؤرق الأسر في اشتوكة آيت باها



إطلالات هنا الزاهد بالأبيص أناقة هادئة تزداد حضوراً في الصباح والسهرة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:05 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب
المغرب اليوم - بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 17:36 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هاري كين يؤكد جاهزية إنجلترا للمنافسة على لقب كأس العالم
المغرب اليوم - هاري كين يؤكد جاهزية إنجلترا للمنافسة على لقب كأس العالم

GMT 00:45 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتم حول مرضه تامر حسني يخضع لجراحة دقيقة في ألمانيا
المغرب اليوم - تكتم حول مرضه تامر حسني يخضع لجراحة دقيقة في ألمانيا

GMT 23:37 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مجلس الأمن يعتمد خطة ترامب للسلام في غزة
المغرب اليوم - مجلس الأمن يعتمد خطة ترامب للسلام في غزة

GMT 14:38 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

تشكيلات رائعة من خواتم الزمرد تناسب العرائس الجدد

GMT 09:44 2023 السبت ,15 إبريل / نيسان

الملك تشارلز الثالث يُكرم ضابطين كويتيين

GMT 14:17 2022 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

"رسوم شبه ضريبية" جديدة تدخل حيز التنفيذ

GMT 06:10 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة الأحذية الشتوية العصرية في الشتاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib