تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة
آخر تحديث GMT 08:55:52
المغرب اليوم -

تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة

الخرطوم - وكالات

تحظى حركة التدوين في السودان، بإقبالٍ من الشباب في السنوات الأخيرة. ويؤكد بعض المدوِّنين أن التدوين صار بمثابة "حصن آمن" لحرية الرأي والتعبير، بعيداً عن الرقابة وملاحقة الأجهزة الأمنية لما يكتبون في الصحف والمجلات. في السنوات التي أعقبت توقيع اتفاقية السلام عام 2005، بدأت تجربة التدوين في السودان بشكل متواضع. وبعد سنوات قليلة، قويت هذه التجربة لتبرز تجربة شبكة (مدونون سودانيون بلا حدود) بواسطة المدوِّن وائل مبارك، والتي تضم حوالي 300 مدوِّن ومدوِّنة. ويقول وائل مبارك، إن الشبكة تأسست في تموز/يوليو 2010 ولديها فعاليات وتقوم بتنفيذ دورات في التدوين والإعلام الجديد. وتهدف الشبكة لإثراء المحتوي السوداني على الإنترنت، إلى جانب الترويج لضرورة التدوين وأهميته كإعلام ذي فاعلية إضافة لتوثيق ونشر الثقافة السودانية. أما الكاتبة والمترجمة ميسون النجومي، وللهروب من سيف الرقابة المسلّط على الصحف في عام 2007، فقد لجأت إلى النشر في المدونات. وفى عام 2010 أنشأت النجومى مدوَّنتها الشخصية وكانت محاولة منها لإبداء أرائها الشخصية حول مختلف الأحداث التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. وترى النجومي أن تجربة الكتابة في المدوَّنات تختلفُ كثيراً عن النشر في الصحف، وذلك من خلال تعامل المدوِّن مع ردود فعل القراء المباشر مع ما يكتب. وترى النجومي أن المدوَّنات، بعكس الصحف، تتيحُ للمدوِّن إمكانيات التنقيح والتحرير المتواصل للمادة المنشورة. وتعتبر النجومي التدوين نوعا جديدا من الكتابة، لأنه يتيح إضفاء الجانب الشخصي والحميم في الكتابة. وأوضحت أن تجربة التدوين صهرت مختلف أنواع الكتابة وبدأت تُزيل الحواجز بين شتى أنواع المساهمات الكتابية من اقتصاد وسياسة واجتماع وتصهرها في نوع جديد. ريم عباس شوكت لها قصة طريفة مع تجربة الكتابة عموماً والتدوين على وجه الخصوص. فهي بحكم تنقل وسفر أفراد أسرتها بين مختلف دول العالم، لم تكن لها صلة ببلدها. وبدأت تجربتها مع التدوين في عام 2006 وأسهمت في ربطها بقضايا السودان المختلفة بصورة كبيرة، خصوصاً وأنها عاشت وتجولت مع أسرتها في دول أوربية مختلفة بحكم عمل والدها في إحدى المنظمات الدولية. مساهامات شوكت المختلفة في عدد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر مدونتها الشخصية، باللغتين الانجليزية والعربية، فتحت لها أبواب مشاركات خارجية في الدورات التدريبية حول الإعلام الجديد وتجربة التدوين على وجه الخصوص. الأمر الذي دفع بعض المنظمات ذات الصلة لترشيحها لجائزة مرموقة في الولايات المتحدة عام 2011، لتنال الجائزة تقديراً لمساهماتها المميزة في تجربة التدوين في السودان. أما حمد النيل خليفة، الناشط المسرحي والمدوّن، فلم يكن التدوين يمثل له سوى "تغيير" في أدوات الكتابة والتوثيق. ويكشف خليفة ذهوله مما كان يقوم به من تدوين طوال فترة تعامله مع منتجات الثورة التقنية. ويقول: "مع الزمن اكتشفت أن كل ما كنتُ أقوم به كان شيئاً مُذهلاً حقاً بالنسبة لي، إذ اكتشفت أنني قد حملَّتُ الكثير من المعلومات في الأثير واحتفظت بالكثير من الوثائق والمناقشات المهمة بالنسبة لي ولغيري من ذوي الاهتمامات المشابهة في الشبكات الاجتماعية والمهنية المختلفة". يشير خليفة إلى أنه كغيره من جيل السودانيين الذين حظوا بالتعليم، يستخدم وسائل الاتصال الحديثة التي أنتجتها ثورة الاتصال والمعلوماتية للتعبير عن شخصه وعن آرائه أو لمشاركة ما وفرته له هذه الوسائل من معرفة. ويقول خليفة: "خلاصة ما استطيع قوله هنا هو أنني قد قمت بما لم يقم به والديَّ في مجال التعبير والمشاركة عبر ضغطة واحدة في جهاز الاتصال الخاص بي". واقع الأمر أن ثمة آراء تشير إلى محدودية تجربة المدوّنات في السودان مقارنة مع غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك الذي يحظى بإقبال منقطع النظير. فيما يرى آخرون أن أغلب المدوَّنات في الفترة الأخيرة تحولت إلى "مفكرات شخصية" لا تتواصل بالصورة المُثلى مع القراء، بحسب وجهة نظر المدوِّنة ميسون النجومي. وبالإجمال، ورغم الإقبال الشبابي، فإن تجربة التدوين ما تزال في بداياتها في السودان. إنها تجربة تحبو ولم تشكِّل بعد تجربة قوية يمكن أن تُسهم بفاعلية كبيرة في تسليط الضوء على قضايا البلاد الحيوية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة تجربة التدوين فى السودان الهروب من سيف الرقابة



العبايات بحضور لافت في أناقة الملكة رانيا

عمان - المغرب اليوم

GMT 00:30 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تساقط الثلوج ينعش السياحة الشتوية في الجزائر
المغرب اليوم - تساقط الثلوج ينعش السياحة الشتوية في الجزائر

GMT 19:51 2025 الأحد ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

عون يدين ضربة الضاحية ويدعو لتدخل دولي لوقف إسرائيل
المغرب اليوم - عون يدين ضربة الضاحية ويدعو لتدخل دولي لوقف إسرائيل

GMT 03:26 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن العراقي يطلق النار على مسيرة قرب حقل خور مور للغاز
المغرب اليوم - الأمن العراقي يطلق النار على مسيرة قرب حقل خور مور للغاز

GMT 02:41 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

رغم الاجتماع الودي ممداني لا يزال يعتبر ترامب فاشيا
المغرب اليوم - رغم الاجتماع الودي ممداني لا يزال يعتبر ترامب فاشيا

GMT 03:33 2025 الإثنين ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يعود إلى القاهرة بعد جراحة دقيقة لاستئصال ورم
المغرب اليوم - تامر حسني يعود إلى القاهرة بعد جراحة دقيقة لاستئصال ورم

GMT 21:19 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 20:30 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي مبارك بوصوفة يجتمع مع مسؤولي "الهلال" في الإمارات

GMT 00:45 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

عمدة الدار البيضاء يُهدي 3 فيلات إلى مقربيه

GMT 02:05 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الكشّف عن تفاصيل مُثيرة بشأن حادثة مقتل الأميرة ديانا

GMT 12:25 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

توت أرض تمثل الجولان فى مهرجان "البوليفار"

GMT 10:39 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شاطئ خاص لكل منزل في مدينة ديفريني اليونانية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib