الرياض - المغرب اليوم
يعيش فريق الحزم مرحلة دقيقة في مشواره الحالي بالدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم؛ حيث يحتل المركز الثاني عشر برصيد 5 نقاط بعد مرور 5 جولات، في موسم يبدو أكثر صعوبة وتعقيداً من أي وقت مضى، وسط منافسة محتدمة بين فرق مدعومة بإمكانات مالية ضخمة ونجوم عالميين ولاعبين أصحاب خبرات طويلة في ملاعب الدوري السعودي.
فريق الحزم ظهر هذا الموسم بصورة متباينة؛ إذ استهل مشواره بتعادل إيجابي مع ضمك في مباراة كان قريباً من حسمها، قبل أن يخسر أمام الشباب، ثم يتعادل مع الفتح، ويخسر من الأهلي، ليحقق أول انتصاراته في الجولة الخامسة خارج أرضه أمام الأخدود، في فوز ثمين منحه دفعة معنوية كبيرة ورفعه إلى النقطة الخامسة. هذا التوازن في النتائج مكّن الجهاز الفني من العمل بثقة أكبر، وأعاد الهدوء إلى أجواء الفريق بعد بدايات صعبة.
ورغم أن الحزم جمع حصيلة مقبولة نسبياً في أولى الجولات، فإن الأداء الهجومي ما زال بحاجة إلى مزيد من الانسجام والفاعلية، إذ لم يسجل الفريق سوى ثلاثة أهداف فقط مقابل 5 أهداف استقبلها مرماه. ويُنتظر من الثلاثي الهجومي عمر السومة، وأمير سعيود، وفابيو مارتينيز تقديم أداء أكبر في المباريات المقبلة؛ خصوصاً أن خبراتهم تشكل الركيزة الأساسية في قدرة الحزم على تحقيق الانتصارات وحسم المواجهات المتقاربة.
ويقود الفريق فنياً المدرب التونسي جلال قادري، الذي اعتمد على أسلوب واقعي قائم على الانضباط الدفاعي واللعب المباشر، وهو ما يتناسب مع طبيعة فريق صاعد يهدف إلى تثبيت أقدامه بين الكبار. ويُعرف قادري بقدرته على التكيف مع محدودية الموارد المالية والعناصرية، إذ سبق أن قاد الفريق إلى الصعود في الموسم الماضي بخطة تعتمد على التنظيم والتماسك والروح الجماعية، ويبدو أن استمراره منح الحزم استقراراً فنياً في فترة انتقالية مليئة بالتحديات.
إدارياً، تشهد المرحلة الحالية عملاً مكثفاً من مجلس الإدارة الجديد الذي تولى المهمة الصيف الماضي؛ حيث اتسمت تحركاته بالواقعية والحرص على تحقيق التوازن بين الإمكانات المالية المحدودة ومتطلبات المنافسة في دوري المحترفين. وتمحورت تعاقدات الفريق حول لاعبين ذوي خبرة في الدوري السعودي، لتسريع عملية الاندماج مع إيقاع المنافسة العالي؛ خصوصاً في ظل قوة الأندية الأخرى وتعدد خياراتها الفنية.
وتنتظر الحزم سلسلة مباريات صعبة في الأسابيع المقبلة، تبدأ بمواجهة النصر المتصدر يوم السبت المقبل، ثم لقاء الاتفاق والخليج، قبل أن يخوض ديربي الرس أمام الخلود في ختام المرحلة قبل التوقف الدولي. وستكون هذه المباريات بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرة الفريق على مجاراة النسق القوي للدوري والحفاظ على موقعه في منطقة الأمان.
وفي المجمل، يبدو أن الحزم يسير بخطوات محسوبة في مرحلة «التأقلم» مع واقع الدوري، مستفيداً من استقراره الفني وواقعيته الإدارية، ومع إدراكه الكامل أن البقاء هذا الموسم سيكون بمثابة البطولة الخاصة التي تؤسس لمرحلة أكثر استقراراً في المستقبل.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
جواو فيلكس يسجل هاتريك ويعتلي صدارة هدافي الدوري السعودي
الأهلي يتعثر أمام الشباب في الدوري السعودي


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر